نقلا للأنباء او تنقلا ام ماذا ، فمن يجهل صحة النبأ ثم ينقله كنبأ صادق ، انه فاسق علميا ولو كان زاهدا ، بل وعمليا إذ لا يجوز هكذا نقل مغر لمن يتقي الله ، وكذلك من ينسى أو يسهو ، او يتقبل الأنباء دون تبين ، فانه فاسق في نقله الا ان يبين حقيقة الحال ، فيتبين للمنقول له انه ينقله مراعيا شرائط الوثوق مجانبا كل جوانب الفسوق في نقله هذا النبأ ، والا فتبينوا بغية حصول العلم الاطمئنان ، مخافة : (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ)!.
وكما يروى عن الامام الصادق عليه السلام قوله للمنصور : «لا تقبل في أذى رحمك واهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرّم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار ، فان النمام شاهد الزور وشريك إبليس في الإغواء بين الناس (١) ـ ثم أستشهد بالآية.
وترى هل يختص وجوب تبين النبأ : بالخبر العظيم الشأن ، الذي جاء به فاسق ، إذا كان في اتباعه دون تبين اصابة قوم بجهالة فندم على هذه الإصابة؟ كما نلمح من هذه الآية ، فلا يجب ـ إذا ـ تبين في الأخبار غير العظيمة ، أو في العظيمة التي يجيء بها المجهول فسقه او عدله ، او التي يجيء بها فاسق وليست فيها اصابة قوم بجهالة ام ماذا!
في الحق إن آية النبأ لا تنبئ الا عما انبأت ، لكنما الآيات في حرمة اتباع الظن واقتفاء ما ليس لك به علم تعمم وجوب التبين حتى يحصل العلم الاطمئنان أيا كان الخبر ومن أي ، الا إذا كان الاطمئنان ـ او النوعي منه ـ حاصلا بالإخبار ووجوب التبين في آيتنا في مورد لا ينفي عدمه في سواه ، لنزول الآية في مورد خاص بالغ الأهمية ، ثم الآيات الاخرى تعم فلا تناحر في البين.
__________________
(١) امالي الصدوق باسناده الى الامام الصادق (ع).