كما هي الأول من القرآن ، وتمدنا لاثبات القيامة بمختلف صنوف البراهين.
فلا حاجة إذا إلى الأقاويل المحتارة غير المختارة في : ما هو جواب القسم هنا ، فذلك ينافي كون القرآن بيانا ، أترى البيان بحاجة إلى من يختلقون لتوجيهه وجوها هم فيها مختلفون؟!
كما ولا صلة بما يروى في «ق» انه جبل ، فما هي المناسبة القريبة أو البعيدة بين جبل قاف وبين ما هو مصب السورة من اثبات القيامة ، والتنديد بناكريها ، ثم وهذا الجبل جبل من خرافات (١)!
فهنا القرآن المجيد برهان لا مرد له لإثبات القيامة الساعة ، وكما هو برهان في «يس» لإثبات رسالة نبي الساعة ، كما وهو قبل الساعة ونبيها برهان لرب الساعة بما فيه من ذكر : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ. بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ .. وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ. أَجَعَلَ الْآلِهَةَ
__________________
(١) الدر المنثور : اخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات وابو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال : خلق الله جبلا يقال له ق ، محيط بالعالم ، وعروقه الى الصخرة التي عليها الأرض ، فإذا أراد الله ان يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها فمن ثم تحرك القرية دون القرية!.
وفيه بإسناد عن عبد الله بن بريدة قال : جبل من زمرد محيط بالدنيا عليه كنفا السماء!.
وفيه عن ابن عباس قال : خلق الله من وراء هذه الأرض بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له : ق ـ السماء الدنيا مترفرفة عليه ، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع ارضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سماوات قال : وذلك قوله : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ)!.
وروى القمي مثل ما مضى عن عبد الله بن بريدة : ق ـ زمرد ، وروى ما في معناه : جبل محيط بالدنيا وراء يأجوج ومأجوج!
أقول : ويا له من جبل متهافت المكان والمكانة ، تتناقله ألسنة الرواة من سنة وشيعة من حيث لا يعلمون انها خرافات إسرائيليات تدخلت في أحاديثنا لتشويه سمعة الإسلام أمام العقل والعلم والحس.