إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) (٣٨ : ٥) فإذا القرآن المجيد برهان لا مرد له في هذا المثلث المجيد ، أفلا يكون برهانا لما دونه ، بلى وربي على ذلك لشهيد! :
(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ. بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ) : ـ (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ) (٢٧ : ٦٦) إعراضا عن الواضح اللائح وضح الشمس ولوح النهار ، فلا هم يتدبرون القرآن المجيد ، ولا في قيامة القرآن المجيد ، فمن ثم (عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) وترى لم يعجبون؟ ألمجيء المنذر؟ وهو رحمة للمنذرين! أو لأنه منهم؟ فكذلك الأمر! فلو جاءهم من غيرهم ، من جن أو ملائكة لا يرونهم ، فكيف الإنذار؟ أم ولو رأوهم ـ وليست إلا بصورة إنسان : (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) (٦ : ٩) أم لو رأوهم بأصل الصورة ، فما ذا يفيدهم إنذارهم بمن هم من غير جنسهم ، ولهم العذر الحجة : اننا ـ أو ـ علنا لا نطيق ما يطيقون ، فما نحن إذا بهم مقتدين ، إذا فقولتهم هذه شيء عجيب ، لا أن جاءهم منذر منهم! وعلّهم ازدادهم عجبا ان أنذرهم برجع بعيد! :
(أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ)؟ وترى ان رجعنا بعد ما كنا ترابا لماذا هو بعيد وعماذا؟ .. عن عدله تعالى؟ وهو قضية عدله وفضله! أو عن قدرته؟ وهو أهون عليه من بدئه! أو عن العقل لأنه مستحيل؟ فما هو الدليل؟ أم عن علمه إذ تنتشر الأجزاء وتضل بعد ما تندثر ، ضلالا في واقع الأكل والمأكول ، أم في أكناف الأرض : (وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)؟ (٣٢ : ١٠) والخالق عليم حفيظ! :
(قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ) : صحيح ان الأرض تنقص منهم من أجزاءهم : ما تأكله الحيات والديدان ، وما تمتصه عروق الأشجار من قوّات الأبدان ، وما تتآكله الحيوان ، وما تبدله الأرض ترابا أو أيا كان ، ومن أشخاصهم أم ماذا؟ ولكنها كلها بعلم الله : (قَدْ عَلِمْنا ما