ام انه يعمه وما لا يشاءون مما لا يعرفون ، لأنه من كمال او قمة معرفية فوق ما يعرفون ، فكيف يهرفون؟ بما لا يعرفون؟ إن المزيد يعم ما لا تتعلق به مشيئتهم ، فيؤتيهم مزيدا بعد ما يعرفهم ، وهذا هو الحق الذي يصدقه اطلاق «مزيد» وتصدقه كرامة الله التي لا تعد ولا تحد (وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ). فهنا في الجنة للمتقين مزيد ، حيث يجدون الله في رحمته فوق ما يشاءون وكأنه يقول لهم (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)؟ .. وهناك في النار (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)؟ فأين مزاد من مزاد ، واين مزيد من مزيد؟!
(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ)
ذكرى سريعة خاطفة إلى اعماق من تاريخ الغابرين المستكبرين ، تهين بطشة الحاضرين ، ولقد كانوا أشد منهم بطشا على الحق واهله ، وبطشا على الشعوب الضعيفة وطيشا في الباطل واهله ، فهم لبطشهم وطيشهم (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) تقلبا في البلاد (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) (٣ : ١٩٦) وتنقبا فيها عن اسباب الحياة ، في توسعية ظالمة فاتكة ، استضعافا لمن في البلاد ، واستهانة لهم فاستعمارا واستثمارا ، بفرعونية جبارة ، وقارونية غدارة!.
فكم أهلكنا منهم بصنوف الهلاك ـ ف (هَلْ مِنْ مَحِيصٍ)؟ لهم او لكم من هلاك في الاخرى ، ولا محيص ـ أحيانا ـ في الأولى ، و «هل محيص» لكم؟ وليس لهم وهم أشد منكم بطشا ، كلا! انه لا حيصة عن عذاب الله ، ولا هيصة في حكم الله ، ولا جزع ينجيهم عن قضاء الله : (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) (١٤ : ٢١) (أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً) (٤ : ١٢١).
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)
انه القلب الحي ، قلب الإنسان كإنسان ، القلب البصير ، او السمع الملقى