فمن كان له قلب ولكنه مقلوب ، أو سمع ولكنه لا يلقى الى المسموع ، بل يلغى ، او يشغل بما يلهيه ، إنه هو الميت بعينه ، فلا يتذكر باية ذكرى ، ولا يكون شهيدا لأية ذكرى ، والدنيا كلها ذكرى ، يعيشها كما الأموات ، فلا تعيّشه فانه من اصحاب القبور : و (إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) (٣٥ : ٢٢) (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) (٧٧ : ٥) ـ : ملائكية وبشرية ام كونية ـ تطلب إلقاء السمع بقلوب واعية ، فاما الملقون السمع : الذين (يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ) (٢٦ : ٢٢٣) او المعزولون عن السمع : (إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) (٢٧ : ٢١٢) فهم موتى لا يتذكرون! (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (٢٥ : ٤٤) : و (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) : ينبض بحياة الذكرى والعقل «او» وعلى اقل تقدير ، واعتادا لحياة قلب منير (أَلْقَى السَّمْعَ) الواعي «وهو» بروحه وقلبه «شهيد» حاضر عتيد : لتلقّي ما يسمع ، فتحويله الى قلبه ليستزيد هدى ونورا!
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ) فترى ـ إذا ـ يمسنا من خلقهم الاول من لغوب : تعب ونصب ـ فنعيى به عن خلقهم الثاني؟ (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ)؟ وما خلقهم بجنب السماوات والأرض الا كقطرة في فلاة في : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٤٠ : ٥٧).
كأن ناكري الخلق الثاني المعاد ينكرون الخلق الأول فهم في ريبهم يترددون؟ (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٢٩ : ٦١) او انه لغب من الخلق الأول عاجزا؟ ولم يمسه في خلق السماوات والأرض وهو اكبر من خلق الناس ، فهل يمسه ـ إذا ـ من خلق الناس من لغوب ، ولكي يعيى لاغيا عن الخلق الثاني؟
وهناك في التورات نجد فرية اللغوب في خلق السماوات والأرض في ستة ايام ، فآية اللغوب ، بضمن ما هي تنديد بالمشركين في زعم اللغوب ، وما سمعناهم