قائمة الکتاب
«سورة الفتح»
«سورة الحجرات»
«سورة ق»
حسبك السماء ـ قول مختلف يؤفك عنه من أفك ـ آيات الأرض والأنفس
٣٠٨«سورة القمر»
إعدادات
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٧ ]
الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٧ ]
تحمیل
يُفْتَنُونَ) وكما قتلوا قتلات عدة على طول الخط في الأولى والبرزخ والأخرى.
وبما يلوح من سؤالكم عن وقت يوم الدين أنكم له مستعجلون ، وإن كان تعنتا واستهزاء ، فهذا هو الذي كنتم به تستعجلون ، وكما كانت أعمالكم تعجل بكم إليه ، عجلة سير الشر إلى قراره.
وحتى الآن كانت الآيات تتكدس فتتحدث عن الضفة اليسارية الكافرة ، ومن الآن تركز على الضفة اليمينية المؤمنة ، فريق مستيقن لا يخرص ، وليس في قول مختلف آفك ، وإنما مؤتلف سالك ، وليس في غمرة السهو والارتباك ، وإنما تحت رحمة الفطرة والعقل والإدراك ، مستنيرا بوحي السماء ، وهؤلاء الطيبون هم المتقون :
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) لا فحسب في يوم الدين ، بل وفي يوم الدنيا كذلك هم في جنات عقول الوحي ، تجهنم عن حرق الشهوات ، وعن الوسواس الخناس من الجنة والناس ، وفي عيون المعرفة والحنكة ، تعينهم على نزوات الشيطنات ، ومن ثم فهم في الآخرة ـ من البرزخ والقيامة ـ هم في جنات وعيون ، بما اتقوا دوافع الهلاك ، وابتغوا رضوان الله ، وترى ماذا يأخذون هناك وماذا يرون ويسمعون؟ ولماذا؟ :
(آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ) : هم في عيون في الأخرى ، حال أنهم آخذون ما آتاهم ربهم ، آتاهم بما وعدهم واستحقوا فضلا من ربك ، وأخذوه دون مماسكة أو مماكسة ، راضين عن إحسانه ، ماضين في رضوانه ، غير متهميه بانتقاص ، وهذا الإيتاء الإحسان ، والأخذ الرضى ، لأنهم كانوا قبل ذلك : ـ في حياة التكليف ـ محسنين : فيما يجب فيه الإحسان ، ويحسن ، ومن إحسانهم النفل زائدا على الفرض أنهم :
(كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) : فقد كان قيام أكثر الليل على النبي فرضا ، وعلى غيره ندبا ، فالرعيل الأعلى من المتقين لم يرضوا إلا متابعة الرسول