لهم مجالات واسعة في فسيحات الآيات الأرضية ، مهما عمي عنها الواقفون ، المخلدون الى الأرض ، التابعون أهواءهم ، فهم في فرط من أمرهم.
إن أرضنا هذه معرض لآيات إلهية لم نتعرف حتى الآن إلا الى القليل منها ، وعلى ضوء تقدم العلم نكشف على طول الخط جددا منها ، كما وأن أنفسنا معارض لآيات اخرى ، مثلا عن الكون أجمع ، وعلى حد المروي عن امير المؤمنين علي (ع): أتزعم انك جرم صغير. وفيك انطوى العالم الأكبر ، وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر : أسرار خفية تضم أسرار الكون كله ، لا أسرار الأرض وحدها!.
إن كتابي التدوين والتكوين الإلهيين يدفعان الإنسان ـ متضامنين ـ الى اللانهاية من تقدم المعرفة والبصيرة ، فالقرآن التدوين يحرك الإنسان الى التفتيش عن خفيات الآيات الكونية ، باستعمال العقل والتدبر ، وكل ما يملكه من وسائل الكشف والاختراع ، دون ان تبرز له النتائج بلا سعي وعمل ، إلا أمهات من مفاتيح العلوم ، ولكي يعيش الإنسان حياته كدحا الى الله ، ولا يصبح عاطلا باطلا.
هنا في أرضنا آلاف الموافقات ، معروفة ومجهولة ، تتحكم في صلاحيتها لاستقبال هذه الحياة ، لو نقصت او ازدادت او ضعفت او تخلفت واحدة منها اختلت او استحالت هذه الحياة عليها ، لكنها تتدفق وفق تدبير العليم الحكيم الذي خلق هذا المحضن لهذا النوع من الحياة ، نباتية وحيوانية وإنسانية ام ماذا؟.
لو قضت البشرية أعمارها ، ومضت في التأمل او مجرد الإشارة الى ما في الأرض من آيات ، ما انتهى لها قولة ولا اشارة ، فضلا عن ان تسبح طويلا في بحار القوانين المتحكمة عليها ، وأخيرا ينتهي هذا السيح والسبح الى يقين ، طالما له درجات حسب مختلف المساعي (وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ)! : مشاهد