(وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ ..) (٧ : ١٤٥) واللوح هو اللائح الواضح وهو الرق المنشور ، ألواح هي رق منشور نزلت على موسى في جبل طور.
فالرق ما يكتب فيه شبه الكاغذ ، لكنه يختلف عنه اسما ورسما لأنه إلهي وذاك بشري ، كما المسطور فيه يختلف عن المسطور فيه ، والمنشور من الرق ما ليس فيه لف وخباء ، وانما نشر بجلاء ، فكله نور.
وخير ما يعبر عن الطور ورقه المنشور ، بعد القرآن ، هو ما يروى عن نبي القرآن : «الحمد لله الذي خلق النور ، وانزل النور على الطور ، في كتاب مسطور ، في رق منشور ، بقدر مقدور ، على نبي محبور» (١).
وانما يقسم هنا بالطور وكتابه النور ، وقبله كتب نزلت على أنبياء عظام كنوح وإبراهيم عليهما السلام لان التورات هي أول كتاب مفصل سماوي ، يحمل من شرائع الله ما لم يحمله كتب قبله ، اللهم إلا ضوابط عامة.
(وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) :
ثم ويقسم ثانيا وأخيرا بالبيت المعمور ، عله البيت العتيق المعمور قبل كل بيت (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) بما في حياله من بيت معمور في السماء السابعة.
وكما نزل وحي القرآن على البيت المعمور على حد المروي عن الإمام الصادق (٢) فلا يمنعه ان يكون في السماء ايضا بيت معمور بحيال الكعبة ، تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة (٣) فالرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم هو أول العابدين؟ ، او هو بفناء
__________________
(١) نور الثقلين عن مهج الدعوات لابن طاووس عن فاطمة الزهراء (ع) عن أبيها (ص) :
(٢) نور الثقلين ٥ : ٦٢٤ عن الكافي عن حفص بن غياث عنه (ع) قال : نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان الى البيت المعمور ..
(٣) نور الثقلين ٥ : ١٣٦ عن أمير المؤمنين (ع).
(الفرقان ـ م ٢٣)