البيت الحرام لو سقط عليه (١) في السماء السابعة (٢) او أيا كان ، فهو بحذاء الكعبة (٣) وإن شرف الكعبة بما في حيالها من بيت السماء وشرف البيت المعمور السماوي انه كله حاصل في بيت الرسالة المحمدية ، المعمور فوق كل معمور وقبل كل معمور ، فانه نور على نور ، وما البيوت المعمورة الاخرى إلا تقدمات وتهيئات لهذا البيت الطاهر الذي لا يدانيه اي بيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)!.
ومن ثم بيت الرسالة القدسية المحمدية الذي هو أعمر البيوت في بيوتات الرسالات الإلهية ، أرضية وسماوية ، بشرية وملائكية ام ماذا!
هذا البيت المعمور الذي يضم في جنبيه كافة بيوتات الوحي وزيادة تجعلها خاتمة الرسالات وأفضلها .. ثم لا يقسم بالوحي الانجيلي بين الطور والبيت المعمور لأنه لا يستقل عن وحي التورات إلا بتوجيهات أخلاقية دون أية تشريعات زائدة عليه أو مختلفة عنه ، إلا شذاذا هامشية تحمل رفع عقوبات فرضت على المتخلفين من بني إسرائيل!
(وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) : هو السماء المرفوع فوقنا (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) وهو السماء المحمدي ايضا ، مرفوعة فوق سماوات الرسالات وأراضيها ، الرسل والمرسل إليهم ، ولقد انزل الذكر الرسول علينا من على ارفع سماوات الوحي (قَدْ
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ١١٧ ـ اخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر رفعه اليه (ص) ان البيت المعمور بحيال الكعبة لو سقط شيء منه لسقط عليها ، يصلي فيه كل يوم سبعون الف ملك ، والحرم حرم بحياله الى العرش ..
(٢) الدر : في شعب الايمان عن النبي (ص) «قال : البيت المعمور في السماء السابعة» أقول : وأحاديث الفريقين مجمعة على كونه في السماء السابعة فوق العرش ، الا روآية يتيمة رواها في المجمع عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : البيت المعمور في السماء الدنيا .. وعن ابن عباس عنه (ص) يقال له الضراح وهو بفناء البيت الحرام.
(٣)الدر المنثور ٦ : ١١٨ ـ أخرج جماعة من الحفاظ وارباب المسانيد عن علي (ع) انه السماء وقرء الاية.