هذه الآية تدلنا على إمكانية استماع الوحي عبر السلاليم ، فضلا عن استماع الأصوات البشرية البعيدة في سلاليم ، فما هي الصلة بين السّلم وبين الاستماع فيه؟ والمعروف للسلم هو الصعود به إلى السطوح ، أو الاستماع عليه ، وأما التحدث به ، وأما الاستماع فيه ، فلم يك معروفا مسبقا ، حتى كشف العلم بعد جهود طائلة عن إمكانية الإذاعة والاستذاعة عبر سلاليم خاصة ، وكما هي الآن في دور الاذاعات الراديوئية والتلفزيونية.
نقول : هذه الآية تحمل ملاحم غيبية كشف العلم عن بعضها اليوم ، وهو الإسماع والاستماع عبر الأثير بواسطة سلاليم خاصة ، وعله مما دفع مخترعي الإذاعات للكشف عنها وقد وفقوا لحد ما.
ومهما يتوصل الإنسان إلى اختراع سلاليم يستمع فيها ، الآخذة للأصوات ، وإلى سلاليم يسمع ويذاع بها ، المرسلة للأصوات ، فهو لن يتوصل إلى سلاليم الوحي الرسالي ، النورانية الروحانية ، فإنها بيد الله ، يختص بها من يشاء ، ولا إلى سلاليم الوحي غير الرسالي ، وان كان الجن المؤمنون ـ وقبل الوحي الأخير ـ كان لهم مقاعد للسمع ، ولكن (فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً) فلو كان استماع الوحي غير الرسالي من الملأ الأعلى ، بإمكان الإنسان قبل الآن آن الرسالة المحمدية ـ فليس هو بالإمكان بعد هذا الآن وإلى انقراض الزمان.
وهذه الآية تصريحة التبكيت بناكري وحي القرآن ، واشارة التأكيد بامكانية اصطناع سلاليم تستمع فيها أصوات بشرية أم ماذا ، دون تحميل ولا تأويل ، رغم من يفسرون «في» هنا ب «على» علهم يوجهون الآية إلى وجه مقبول ، حيث السلم للاستماع يرقى عليه حتى يستمع من عل ، لا فيه.
وعلهم اصطبروا حتى يأتي تفسير الآية علميا وواقعيا كما أتى بسلاليم الإذاعة والاستذاعة ، فالقرآن بنفسه وجيه لا يحتاج إلى توجيه العقول والعلوم إلى حقائقه الرقائق «وان للقرآن آيات متشابهات تفسرها الزمن» متشابهات علمية