هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) ثم وحي ثان ، عله نطق ببعضه واعرض عن بعض ، يحمله (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) وعل الأول يشمل الثاني في رموزه بغموضه ، أسرار تختص بصاحب المعراج ، ثم ومن نحا منحاه.
(إِلى عَبْدِهِ) كأنه هو فحسب عبده لا سواه ، إذ وصل الى أعلى درجات المعرفة بربه وعبوديته ، وكما كان أول العابدين : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٤٣ : ٨١).
ترى ماذا الذي اوحى الى عبده؟ هل هو القرآن المفصل؟ ولم ينزل كله ليلة المعراج وانما طوال البعثة! او القرآن المجمل؟ وقد نزل ليلة القدر وقبل المعراج! او علّه القرآن المحكم مع رموز غيبية ، وبرقيات رمزية ، وعلّ منها مفاتيح كنوز القرآن ، تأويل الحروف المقطعة ، الذي اختص به محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم دون سواه ، اللهم إلا من حذى محذاه من عترته المعصومين المحمديين ، ولقد كان من ملحقات هذا الوحي انتصاب علي (ع) بإمرة المؤمنين (١) كما وان منها آيات مفصلات
__________________
(١) امالي الشيخ الطوسي قال قال رسول الله (ص): لما أسري بي الى السماء كنت من ربي كقاب قوسين او أدنى فأوحى إلى ربي ما أوحى ثم قال : يا محمد اقرأ : علي بن أبي طالب امير المؤمنين ، فما سميت بهذا أحدا قبله ولا أسمي بها أحدا بعده.
أقول : قوله (ص) ثم قال يوحي انه لم يكن من اصل «ما اوحى» وانما من ملحقاته.
وفي اصول الكافي العدة بإسناد متصل عن علي بن أبي حمزة قال : سأل أبو بصير أبا عبد الله (ع) وأنا حاضر فقال جعلت فداك كم عرج برسول الله (ص)؟ فقال : مرتين فأوقفه جبرئيل (ع) موقفا فقال له مكانك يا محمد! فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك ولا نبي ـ الى قوله ـ فنظر في سم الابرة الى ما شاء الله من نور العظمة فقال تعالى : يا محمد! قال : لبيك ربي ـ قال : من لأمتك بعدك؟ قال : الله اعلم ، قال : علي بن أبي طالب امير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ، ثم قال ابو عبد الله (ع) لأبي بصير : يا أبا محمد والله ما جاءت ولاية علي من الأرض ، ولكن جاءت من السماء مشافهة.