بإثم أبيه ـ ١٧ وأما أبوه فهو ذا يموت بإثمه ١٨ وأنتم تقولون ـ ... لماذا لا يحمل الابن من اثم الأب ١٩ ـ وأما الابن فقد فعل حقا وعدلا حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياتا يحيا ٢٠ ـ النفس التي تخطئ هي تموت ٢١ ـ الابن لا يحمل من اثم الأب والأب لا يحمل من اثم الابن ٢٢ ـ بر البار يكون عليه وشر الشرير عليه يكون ٢٣ ـ».
وإنها حقيقة جارفة أوهام الضالين ، تحملها فيما تحمل ، هذه الآيات التوراتية وآيات عدة قرآنية (١) تجاوبا مع نداء الفطرة العادلة ، منددة بما اختلقته الكنائس : «ان المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا» و «ان بني آدم كلهم عصاة في ذواتهم إذ عصى آدم ربه فغوى ، فلا بد من فاد يفدي بنفسه ليخلصهم من وزر العصيان وهو المسيح الفادي إذ لعن بصلبه لأجلنا»! (٢)
ومن أشمل الآيات الناكرة لها ، المنددة بها آية الإسراء : (مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (١٧ : ١٥) : أن الهداية والضلالة لا تتعديان بنتائجها إلى غير الساعي لهما ولو كان ذا قربى : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) (٣٥ : ١٨) بل الضالون المدعون هكذا حمل : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (١٦ : ٢٥) ودون ان ينقص من أوزار المضللين شيء.
فهذه بالنسبة للأوزار من أي كانت ولأيّ ، كما وأن مساعي الخير لا تتعدى أصحابها : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) ضابطة عامة لا تستثنى ، شاملة لكل المساعي في الدنيا ولها وللآخرة ، طالما المؤمن لا يراها في الأولى إلا قليلا ،
__________________
(١) كما في السور ٦ : ١٦٤ و ١٧ : ١٥ و ٣٥ : ١٨ و ٣٩ : ٧.
(٢) راجع (عقائدنا) ص ١٦٠ ـ ٢١٩.