الانشقاق آية لنبي الساعة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا فهو آية في وحدتها تعني آيتين ، آية لاقتراب الساعة وآية لنبيّ الساعة ، وقد توحي هذه الآية أنهم طلبوا منه صلّى الله عليه وآله وسلّم آية تثبت لهم دعواه : أنه نبي الساعة ، فانشق القمر بإشارة منه ثم التحق ، كخارقة عظيمة إلهية ، يحملها هذا المطلع الباهر المنير ، نسبة إلى الرسول البشير النذير ، آية ماضية قرب الساعة ، متهمة بالسحر.
إذا فليست هي اشتقاق القمر من الأرض ، تدليلا على نظرية أخيرة متأخرة ، فإنها لو صحت هناك علميا لم تصح هنا قرآنيا ، فالانشقاق هو تقطع الشيء في نفسه ، والاشتقاق هو انفصال شيء عن آخر ، فأين اشتقاق من انشقاق؟.
ثم الاشتقاق لو كان ، فهو من آيات القدرة الإلهية المطلقة منذ الخلقة فلا تحمل فرية السحر! ، والإنشقاق هذا من آيات النبوة الختمية وأشراط الساعة وقد اتهم بالسحر فأين آية من آية ، إضافة إلى عدم ثبوت فرضية الولادة : «الاشتقاق» وقد تنافيها آيات الخلقة كما ندرسها في طياتها.
كما وليست هي من حوادث الساعة ، فإن هذه ماضية : (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) وتلك مستقبلة «تنشق القمر» وأن حوادث القيامة لا تنسب إلى سحر ، أبعد القيامة؟ والمؤمن والكافر يؤمنون بها سواء! ـ وإن لم ينفع الكافر إيمانه ـ ام قبل القيامة؟ والإخبار عن المستقبل لا ينسب إلى السحر ، اللهم إلا الكذب ، وإنما هو عمل حاضر يخرق العادة : ف : اقتربت ساعة القيامة وانشق القمر آية للساعة وآية لنبي الساعة ، مهما ينسبونها إلى السحر ، رغم ان السحر لا يستمر وكما لا يؤثر.
فآية انشقاق القمر هنا آيتان ، وكل لزام بعض ، تلتقيان في التدليل على أن رسالة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم هي خاتمة الرسالات ، لا تتلوها إلّا الساعة كما قال : «أنا والساعة كهاتين» : السبابة والوسطى ، و «أنا نبي الساعة» : إن زمن رسالته هو منذ نبّئ حتى الساعة ، وقد استجابه الله تعالى في هذه الآية عن اقتراح