أنبياء الله (١).
فهم إذا أصحاب عزم في طاعة الله ثباتا على عهده ، لا كآدم (ع) : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (٢٠ : ١١٥) : في عهدنا إليه ألا يطيع الشيطان : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) (٢٠ : ١٣١).
وأصحاب عزم في الدعوة إليه ، لا مثل ذا النون : (إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٢١ : ٨٧) : من المنتقصين في الدعوة!.
ثم وأصحاب عزم في شعاع الدعوة أن تشمل المكلفين أجمع دون تفلت أحد فانه خلاف العزم الشامل! وعزم في أصل الدعوة استقلالا عمن سبق ، وعزم في بقاء الدعوة لفترة طالت أم قصرت ثم تنسخ أم إلى يوم القيامة ، وفي صيغة واحدة : عزم في كل ما تتطلبه الدعوة والداعية والمدعو إليهم ، في مثلث حازم عازم صارم!.
ولقد دلت آيات ، ومن ثم روايات أنهم سادة النبيين والمرسلين : من دارت عليهم الرحى : «نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)» (٢)
__________________
(١ ، ٢) اصول الكافي باسناده عن سماعة بن مهران قال قلت لأبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل : فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل : فقال : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص) قلت : كيف صاروا أولوا العزم؟ قال : لأن نوحا بعث بكتاب وشريعة ، وكل من جاء بعد نوح أخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه حتى جاء ابراهيم بالصحف ، وبعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به ، فكل نبي جاء بعد ابراهيم أخذ بشريعته ومنهاجه وبالصحف حتى جاء موسى بالتوراة وشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف ، فكل نبي جاء بعد موسى أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه حتى جاء المسيح (ع) بالإنجيل ، وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه ، فكل نبي جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه حتى جاء محمد (ص) فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه ، فحلاله حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة فهؤلاء أولوا العزم من ـ