الذين أخذ الله عليهم خصوص العهد بعد عمومه : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً. لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً) (٣٢ : ٨).
والذين شرع لهم من الدين دون سواهم : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (٤٢ : ١٥).
ثم و «محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ» آخرهم مبعثا وأو لهم ميثاقا ، فبعثه إلى أرواحهم في الروح كما توحي آية الميثاق : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ : أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٣ : ٨١) فهو رسول مصدق لما معكم : «النبيين» جاءكم في الروح قبل مجيئه بسواه : جاءكم رسولا فأنتم كأمته : (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ)! ولم يؤمر أي نبي أن يؤمن بآخر وان كان أفضل منه ، وهو من أولي العزم ـ إلا تصديقا بسواه وان كان أدنى منه ـ اللهم إلا إيمانا بعد تصديق بخاتم المرسلين (١). لذلك تقدمه في ميثاق النبوة آية الميثاق الأخرى : (وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ..) رغم تأخره في البعثة! وتفرده آية الشرعة ب (الَّذِي أَوْحَيْنا) دون تعميم ب (ما أوصى) كأن شرعته
__________________
ـ الرسل. ومثله في عيون أخبار الرضا عنه (ع) بزيادة : وهم أفضل الأنبياء والرسل وشريعة محمد (ص) لا تنسخ الى يوم القيامة ولا نبي بعده الى يوم القيامة فمن ادعى بعده نبوة أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه.
والكافي باسناده عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : سادة النبيين والمرسلين خمسة وهم أولوا العزم من الرسل وعليهم دارت الرحى : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلّى الله عليه وعلى آله وعلى جميع الأنبياء.
(١) التفصيل الى محله في تفسير آية الميثاق.