في كفرهم وصدهم لا تهتدي إلى آمالهم ، فهم مع اعمالهم وآمالهم هواء هباء ، لا ينتهون وتنتهي إلا إلى حبط وضياع ، فالله تعالى منهم براء (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ (٢ : ٢١٣) وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ)(٢ : ٢٦٤).
فالذي ينوي صالحا ويعمل صالحا فيأمل بينهما صالحا فالله يهديه إلى ما يأمل في أولاه أم أخراه ، وأما من ينوي صالحا ويعمل غير صالح ، فقد يهديه بنيته او يضله بعمله فمرجى أمره إلى الله ولا سيما الجاهل بمرضاة الله قاصرا غير مقصر ، واما (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ف (أَضَلَ) كفرهم (أَعْمالَهُمْ) وأضل الله بها ، فلا يهتدون في اعمالهم وآمالهم سبيلا إلا سبيل جهنم وأولئك هم وقود النار.
ولقد صدق قول الله للذين كفروا وصدوا من مشركي مكة في دنياهم قبل أخراهم بفتح مكة!.
وإن كان (الَّذِينَ كَفَرُوا) يعمهم وأضرابهم أيا كانوا وأنى وأين؟ فانما هو الكفر والصد عن سبيل الله. من غابرين أو من يستقبل أو حاضرين ، وكما نلمسه على طول الخط ف (إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً).
وكما أن الكفر والصد عن سبيل الله دركات ، كذلك ضلال الأعمال دركات فالذي يكفر مستضعفا فيصد بكفره ـ دون قصد ـ آخرين من أمثاله ، فضلال أعماله ضعيف كضعفه ، والذي يستكبر ويستضعف ، ويصد ـ هادفا ـ عن سبيل الله بشتى المحاولات ، والدعايات؟ فضلال أعماله أضعاف ، وبينهما متوسطات.
كما وان ضلال اعمالهم لا تختص بكفرهم وصدهم ، بل والصالحات التي تصدر عنهم أحيانا ، فانها أيضا غير صالحة فحابطة إذ لا تقوم على أساس الايمان والنية الصالحة فهي إذا فلتة عارضة ، أو نزوة طارئة لأنها ليست من نبعة فائضة ، فلا