تجري إلى مجاري الحياة والإنبات ، وإنما غور وممات.
ام ـ ولا أقل ـ هي حابطة في الأخرى ، مهما كانت ناتجة ناجحة في الأولى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ. أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١١ : ١٦) .. هذه صالحاتهم فكيف بطالحاتهم؟!.
إذا فالكافرون الصادون عن سبيل الله هم في مثلث أعمالهم ضالون فلا يهتدون سبيلا(١). وأما المؤمنون :
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ)
مثلث الصالحات قبال ثالوث الطالحات يستوجب من الله رحمات : فلا فحسب أن الله يهدي أعمال الذين آمنوا وعملوا الصالحات في صالحاتهم ، بل وفي تكفير سيئاتهم ، ولحدّ قد يبد لها حسنات ، ثم ويصلح بالهم : شأنهم وقلبهم وحالهم ، إذا فهم في مثلث الهداية ، بينما الله يضل أعمال الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله : يضلها طالحات وصالحات ويضل بالهم بما ضلوا : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) فهم إذا في ثالوث الضلالة.!
وترى ما هو إيمانهم الأوّل قبل الصالحات ، وما هو الثاني بعدها؟ (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ)! أفلم تكن الصالحات مع ايمانها حقا من ربهم؟
علّ الإيمان الأوّل يشمل الثاني بدليل الصالحات واطلاق الايمان ، فهو الايمان بما يتوجب ، المؤهل للأعمال الناتجة عنه أن تكون صالحات ، فليشمل الايمان بمحمد وبما نزل على محمد ، ولكن النازل على محمد يحتمل القمة العالية في الايمان ،
__________________
(١) ١ ـ في عمر الكفر والصد ٢ ـ وفي اعمال الخير التي لا تهدف مرضاة الله ٣ ـ وفي سائر الأعمال التي ليست صدا ولا خيرا.