محبة ومعرفة ، أو المفعول ما ذكره بعده وترك مفعول «آتى» للظهور ، فان حبّ هؤلاء انّما يقتضي عطاءهم وسبق الايمان قد يكفي في الإشعار بكون الإيتاء بل الحبّ لله أو في الله.
قيل : هو أحسن ما قيل ، لأن تأثير هذا أبلغ من تأثير حبّ المال فإنّ محبة إذا لم يقصد وجه الله لم يستحقّ شيئا من الثواب وإنما تأثيره في زيادة الثواب ، إذا قصد وجه الله ، وقاصده يستحق الثواب وإن لم يكن ذلك منه على حب المال فتأمل ، أو للايتاء.
(ذَوِي الْقُرْبى) قرابة المعطي كما روي (١) عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه سئل عن أفضل الصدقة فقال جهد المقلّ على ذي الرحم الكاشح ، وعنه عليهالسلام أيضا صدقتك على المسكين صدقة ، وعلى ذوي رحمك اثنتان صدقة وصلة (٢) وغير ذلك من الروايات في ذلك فإنّها كثيرة.
أو قرابة النبيّ صلىاللهعليهوآله في قوله (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وهو المرويّ عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهماالسلام (٣) ووجه التقديم على الوجهين
__________________
(١) رواه بلفظ المصنف في المجمع ج ١ ص ٢٦٣ ورواه مع تفاوت في الفقيه ط النجف ج ٢ ص ٣٨ بالرقم ١٦٥ والتهذيب ج ٤ ص ١٠٦ بالرقم ٣٠١ والكافي ج ١ ص ١٦٤ والكشاف ج ١ ص ٢١٩ وفي الكاف الشاف ذيله تخريجه واللسان والنهاية كلمة (ك ش ح) والمستدرك ج ١ ص ٥٣٦ عن الجعفريات وكتاب الغايات وانظر الوسائل وأيضا ج ٦ من ص ٢٨٦ الى ص ٢٨٧ الباب ٢٠ من أبواب الصدقة.
ثم الكشح ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف بكسر الخاء وهو ما بين السرة إلى المتن قال ابن سيدة على ما في اللسان والكاشح العدو الباطن العداوة كأنها يطويها في كشحه أو كأنه يوليك كشحه ويعرض عنك بوجهه وفي المقاييس ج ٥ ص ١٨٤ وقال قوم بل الكاشح الذي يتباعد عنك من قولك كشح القوم عن الماء إذا تفرقوا.
(٢) أخرجه الكشاف كما في المتن وفي الكاف الشاف تخريجه ويستفاد منه ان اللفظ في بعض المصادر الصدقة على المسكين حسنة وأخرجه في الجامع الصغير عن أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم عن سليمان بن عامر بالرقم ٥١٤٥ ج ٤ ص ٢٣٧ فيض القدير بلفظ المصنف الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة الرحم.
(٣) المجمع ج ١ ص ٢٦٣.