وتوصّلهم بذلك إلى أغراضهم ويستحمدون إليهم بالإيمان الذي لم يفعلوه على الحقيقة لا بطانهم الكفر.
في الكشّاف : ويجوز أن يكون شاملا لكلّ من يأتي بحسنة فيفرح بها فرح إعجاب ويحبّ ان يحمده الناس ويثنوا عليه بالديانة والزهد وبما ليس فيه.
وفي إحياء العلوم (١) نقل خبر لو صحّ لهلكنا : روى انّه ذكر أحد في حضرة النّبيّ صلىاللهعليهوآله بمدح فقال : لو رضي بما قلتم فيه لدخل النار.
قال شيخنا (٢) قدّس الله روحه : تكفى هذه الآية حملا لها على ما في الكشاف ، وقد صرّح به وذهب إليه ، وفيه نظر ، لأنّ ظاهر الآية مع قطع النظر عمّا روى وقيل ذم الذين يفرحون بالذي أتوا به أيّ شيء كان حسنا أو قبيحا ، والفرح بالحسنة لا يستلزم ذلك ولا هو عينه ، اللهمّ إلّا ان يكون «ما» نكرة بمعنى شيء وهو خلاف الظاهر فليتأمّل فيه.
واعلم انّ العجب من المهلكات : عن رسول الله صلىاللهعليهوآله (٣) : ثلاث مهلكات : شحّ
__________________
(١) انظر الأحياء ط المطبعة العثمانية ١٣٥٢ ج ٣ ص ٢٤٨ كتاب ذم الجاه والرياء وفي المغني للزين العراقي المطبوع ذيله : لم أجد للحديث أصلا وترى الحديث أيضا في اتحاف السادة المتقين شرح احياء علوم الدين ج ٨ ص ٢٥٤ قال الزبيدي في الشرح : قال العراقي لا أصل للحديث.
وتراه أيضا في المحجة البيضاء ج ٦ ص ١٣٣ ونقل الغفاري في ذيله عن العراقي انه لا أصل له قلت : والحديث حقيق بان لا يكون له أصل كيف وقد بين لنا أئمتنا ميزانا به يتميز الحديث الصحيح عن السقيم وهو الموافقة لكتاب الله العزيز الكريم ومخالفته له وقد أشرنا إلى مصادره في تعاليقنا على مسالك الافهام ج ١ ص ١٢.
والحديث المذكور في الأحياء مخالف للكتاب إذ فيه مخاطبا لنبيه (ص) ورفعنا لك ذكرك الآية ٤ سورة الانشراح وفي سورة الزخرف الآية ٤٤ وانه لذكر لك ولقومك فتدبر جيدا.
(٢) انظر زبدة البيان ص ٢٠٧ ط المرتضوي.
(٣) الحديث مروي في عدة الداعي ص ١٧٢ وتراه في مواضع شتى من كتب الفريقين منفردا أو في ضمن مطالب أخر فلا حاجة لنا الى تخريج الحديث بوجوهه ومع ذلك فراجع