مسألة
قولنا : إن الجملة المفسرة لامحل لها ، خالف فيه الشلوبين ، فزعم أنها بحسب ما تفسره ، فهي في نحو : «زيداً ضربته» لامحل لها ، وفي نحو : (إِنَّا كُلَّ شَيء خَلَقْناه بِقَدَر) (القمر / ٤٩) ونحو : «زيد الخبز يأكله» بنصب «الخبز» في محل رفع ، ولهذا يظهر الرفع إذا قلت : آكله ، وقال هشام المري :
٣٤٠ ـ فمن نحن نؤمنه يَبِت وهو آمن |
|
ومن لا نُجِره يُمسِ منّا مروَّعا (١) |
فظهر الجزم ، وكأن الجملة المفسرة عنده عطف بيان أو بدل ولم يثبت الجمهور وقوع البيان والبدل جملة ، وقد تقدم أن جملة الاشتغال ليست من الجمل التي تسمى في الاصطلاح جملة مفسرة وإن حصل فيها تفسير ، ولم يثبت جواز حذف المعطوف عليه عطف البيان ، واختلف في المبدل منه ، وفي البغداديات لأبي علي أن الجزم في ذلك بأداة شرط مقدرة ، فإنه قال ما ملخصه : إن الفعل المحذوف والفعل المذكور في نحو قول النمر بن تولب :
٣٤١ ـ لا تجزعي إن مُنفِساً أهلكته |
|
وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي (٢) |
مجزومان في التقدير ، وإن انجزام الثاني ليس على البدلية ، إذ لم يثبت حذف المبدل منه ، بل على تكرير «إن» أي : إن أهلكت منفساً إن أهلكته ، وساغ إضمار «إن» وإن لم يجز إضمار لام الأمر إلا ضرورة ، (٣) لاتساعهم فيها ، بدليل إيلائهم
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٦ / ٢٣٣.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١ / ٤٧٣.
٣ ـ أي : ضرورة الشعر. قال ابن هشام في بحث اللام العاملة للجزم : وقد تحذف اللام في الشعر ويبقى عملها. وفي بعض نسخ معني اللبيب : للضرورة بدون «إلا» وعليه فالمراد بها الحاجة إليه لاضرورة الشعر.