قال بعض في المثال المذكور : إنها لا تطلق حتى تقدم المؤخر وتؤخر المقدم ، وذلك لأن التقدير حينئذ : إن شربت فإن أكلت فأنت طالق. وهو حسن.
بيان مقدار المقدر
ينبغي تقليله ما أمكن لتقل مخالفة الأصل ، ولذلك كان تقدير الأخفش في «ضربي زيداً قائماً» : ضربه قائماً ، أولى من تقدير باقي البصريين : حاصل إذا كان أو إذ كان قائماً ; لأنه قدر اثنين وقدروا خمسة ، ولأن التقدير من اللفظ أولى. وضعف قول بعضهم في (وَاُشرِبُوا فِي قُلُوبِهمُ الْعِجْلَ) (البقرة / ٩٣) : إن التقدير : حب عبادة العجل ، والأولى تقدير الحب فقط.
ينبغي أن يكون المحذوف من لفظ المذكور مهما أمكن
فيقدر في ضربي زيداً قائماً : ضربه قائماً ، فإنه من لفظ المبتدأ وأقل تقديراً ، دون «إذ كان ، أو إذا كان» ويقدر «إضرب» دون «أهن» في «زيداً اضربه».
فإن منع من تقدير المذكور معنى أو صناعة قدر مالا مانع له.
فالأول : نحو : «زيداً اضرب أخاه» يقدر فيه «أهن» دون «اضرب» فإن قلت : «زيداً أهن أخاه» قدرت «أهن».
والثاني : نحو : «زيداً امرر به» تقدر فيه : «جاوز» دون «امرر» ; لأنه لايتعدى بنفسه ، نعم إن كان العامل مما يتعدى تارة بنفسه وتارة بالجار نحو : «نصح» في قولك : «زيداً نصحت له» جاز أن يقدر : «نصحت زيداً» بل هو أولى من تقدير غير الملفوظ به.