تنبيه
لاخلاف في تعين الابتداء في نحو : «في داره زيد» ; لئلا يعود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة.
فإن قلت : «في داره قيام زيد» لم يجزها الكوفيون البتة ، أما على الفاعلية فلما قدمنا ، وأما على الابتدائية فلأن الضمير لم يعد على المبتدأ ، بل على ما اُضيف إليه المبتدأ ، والمستحق للتقديم إنما هو المبتدأ ، وأجازه البصريون على أن يكون المرفوع مبتدأ ، لا فاعلاً ; لقولهم : «في أكفانه درج الميت». وإذا كان الاسم في نية التقديم كان ما هو من تمامه كذلك.
ما يجب فيه تعلقهما بمحذوف
وهو ثمانية :
أحدها : أن يقعا صفة ، نحو قوله تعالى : (أَوْ كَصَيِّب مِنَ السّماء) (البقرة / ١٩) وقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «لايرجُوَنَّ أحد منكم إلا ربَّه» (١).
الثاني : أن يقعا حالاً ، نحو : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِى زِينَتِهِ) (القصص / ٧٩) وأما قوله سبحانه وتعالى : (فَلَمّا رَاهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ) (النمل / ٤٠) فزعم ابن عطية أن «مستقراً» هو المتعلق الذي يقدر في أمثاله قد ظهر ، والصواب ما قاله أبو البقاء وغيره : من أن هذا الاستقرار معناه عدم التحرك لا مطلق الوجود والحصول ، فهو كون خاص.
الثالث : أن يقعا صلة ، نحو قوله تعالى : (وَلَهُ مَن فِي السَّمواتِ وَالاْرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لايَسْتَكْبِروُنَ) (الأنبياء / ١٩).
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ح ٧٩ / ١١٢٣.