كون الجملة الفعلية صفة فيهما ، والمشهور فيهما الجواز ، كما أن ذلك جائز في الصفات ، وعليه قول بعضهم في (فَإِذاهُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ) (النمل / ٤٥) : إن (يختصمون) خبر ثان أو صفة ، ويحتمل الحالية أيضاً ، أي : فإذاهم مفترقون مختصمين ، وأوجب الفارسي في (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) (البقرة / ٦٥) كون «خاسئين» خبراً ثانياً ; لأن جمع المذكر السالم لايكون صفة لما لايعقل.
الثالث : «رأيتُ زيداً فقيهاً» و «رأيتُ الهلال طالعاً» فإن «رأى» في الأول علمية ، و «فقيهاً» مفعول ثان ، وفي الثاني بصرية ، و «طالعاً» حال ، وتقول : «تركت زيداً عالماً» فإن فسرت «تركت» بـ «صيرت» فـ «عالماً» مفعول ثان ، أو بـ «خلّفت» فحال.
الرابع : (اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ) (البقرة / ٢٤٩) إن فتحت الغين فمفعول مطلق ، أو ضممتها فمفعول به ، ومثلهما : «حسوتُ حَسوة ، وحُسوة».
الجهة العاشرة : أن يخرج على خلاف الظاهر لغير مقتض كقول مكي في (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالاْذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئآءَ النّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) (البقرة / ٢٦٤) : إن الكاف نعت لمصدر محذوف ، أي : إبطالا كالذي ، ويلزمه أن يقدر إبطالا كإبطال إنفاق الذي ينفق ، والوجه : أن يكون «كالذي» حالا من الواو ، أي : لا تبطلوا صدقاتكم مشبهين الذي ينفق ، فهذا الوجه لا حذف فيه.
وقولِ بعضهم في قول ابن حاجب : «الكلمة لفظ» أصله : الكلمة هي لفظ ، ومثله : قول ابن عصفور في شرح الجمل : إنه يجوز في «زيد هوالفاضل» أن يحذف