عطف الخبر على الإنشاء ، وبالعكس
منعه البيانيون ، وابن مالك في شرح باب المفعول معه من كتاب التسهيل ، وابن عصفور في شرح الإيضاح ، ونقله عن الأكثرين ، وأجازه الصفار تلميذ ابن عصفور وجماعة مستدلين بنحو قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمؤْمِنينَ) (الصف / ١٣) وقال الزمخشري في جوابهم : إن العطف على (تُؤْمِنُونَ) (١) (الصف / ١١) ، لأنه بمعنى «آمِنوا» ولايقدح في ذلك أن المخاطب بـ (تُؤْمِنُونَ) المؤمنون وبـ (بَشِّر) النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولا أن يقال في (تُؤْمِنُونَ) : إنه تفسيرللتجارة لا طلب ، وإن (يَغْفِرلكم) جواب الاستفهام تنزيلاً لسبب السبب وهوالدلالة منزلة السبب وهو الإيمان ، لأن تخالف الفاعلين لايقدح ، تقول : «قوموا واقعد يازيد» ، ولأن «تؤمنون» لايتعين للتفسير ، سلمنا ، ولكن يحتمل أنه تفسير مع كونه أمراً ، وذلك بأن يكون معنى الكلام السابق : اتجروا تجارة تنجيكم من عذاب أليم كما كان (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) (المائدة / ٩١) في معنى «انتهوا» أو بأن يكون تفسيراً في المعنى دون الصناعة ; لأن الأمر قد يساق لإفادة المعنى الذي يتحصل من المفسرة ، تقول : «هل أدلك على سبب نجاتك؟ آمن بالله» كما تقول : «هو أن تؤمن بالله» ، وحينئذ فيمتنع العطف ; لعدم دخول التبشير في معنى التفسير.
__________________
١ ـ قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّـهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (الصف ١٠ ـ ١٣).