إيثار ثم ظعنوا عنها بغير زاد مبلّغ» (١) فهي منصوبة مفعولاً فيه ومفعولاً مطلقاً ، وإلا فإن وقع بعدها اسم نكرة ، نحو : «من اب لك؟» فهى مبتدأة ، أو اسم معرفة ، نحو : «من زيد؟» فهي خبر أو مبتدأ على الخلاف السابق ، ولايقع هذان النوعان في أسماء الشرط ، وإلا فإن وقع بعدها فعل قاصر فهي مبتدأة ، نحو : «من قام؟» وقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودةُ» (٢) ، والأصح أن الخبر فعل الشرط لافعل الجواب ، وإن وقع بعدها فعل متعد فإن كان واقعا عليها فهي مفعولة به ، نحو : (فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) (غافر / ٨١) ونحو : (أَيّاًماتَدْعُوا) (الإسراء / ١١٠) ونحو : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِىَ لَهُ) (الأعراف / ١٨٦) وإن كان واقعاً على ضميرها ، نحو : «من رأيته؟» أو متعلقها ، نحو : «من رأيت أخاه؟» فهي مبتدأة أو منصوبة بمحذوف مقدر بعدها يفسره المذكور.
تنبيه
وإذا وقع اسم الشرط مبتدأ فهل خبره فعل الشرط وحده ; لأنه اسم تام ، وفعل الشرط مشتمل على ضميره ، فقولك : «من يقم» لو لم يكن فيه معنى الشرط لكان بمنزلة قولك : «كل من الناس يقوم» أو فعل الجواب ; لأن الفائدة به تمت ، ولالتزامهم عود ضمير منه إليه على الأصح ، ولأن نظيره هو الخبر في قولك : «الذي يأتيني فله درهم» أو مجموعهما ، لأن قولك : «من يقم أقم معه» بمنزلة قولك : «كل من الناس إن يقم أقم معه» والصحيح : الأول ، وإنما توقفت الفائدة على الجواب من حيث التعليق فقط ، لا من حيث الخبرية.
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ط ١١٠ / ٣٤٤.
٢ ـ تعج البلاغة : ط ٢٣ / ٨٤.