والمعتبر أيضا ما هو صدر في الأصل ، فالجملة من نحو قوله تعالى : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ) (القمر / ٧) وقول الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) : «كيف يسأل محتاج محتاجاً؟ وأنّى يرغب مُعدم إلى معدم؟!» (١) ، فعلية ; لأن هذه الأسماء في نية التأخير ، وكذا الجملة في نحو : «يا عبدالله» ونحو قوله تعالى : (وَالأَنْعامَ خَلَقَها) (النّحل / ٥) ونحو قول خزيمة بن ثابت :
٣٢٩ ـ إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا |
|
أبو حسن مما نخاف من الفتن (٢) |
لأن صدورها في الأصل أفعال ، والتقدير : أدعو عبدالله ، وخلق الأنعام ، وإذا بايعنا.
ما يجب على المسؤول أن يفصل فيه
لاحتماله الاسمية والفعلية ; لاختلاف التقدير ، أو لاختلاف النحويين ولذلك أمثلة :
منها : نحو : (أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) (التغابن / ٦) ; فالأرجح تقدير «بشر» فاعلاً بـ «يهدي» محذوفاً والجملة فعلية ، ويجوز تقديره مبتدأ.
ومنها : قولهم : «ما جاءت حاجتك؟» فإنه يروى برفع «حاجتك» فالجملة فعلية ، وبنصبها فالجلمة اسمية ، وذلك لأن «جاء» بمعنى «صار» فعلى الأول «ما» خبرهاو «حاجتك» اسمها. وعلى الثاني «ما» مبتدأ واسمها ضمير «ما» واُنث حملاً على معنى «ما» ، و «حاجتك» خبرها.
ومنها : نحو : «يومان» في نحو : «ما رأيته منذيومان». فإن تقديره عند الأخفش والزجاج : بيني وبين لقائه يومان ، وعند أبي بكر وأبي علي : أمد انتفاء
__________________
١ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء الثالث عشر : ١٠٢.
٢ ـ المستدرك على الصحيحين في الحديث : ٣ / ١١٤.