٤٢٩ ـ نحن بماعندنا ، وأنت بما عنـ |
|
دك راض ، والرأي مختلف (١) |
ومن الثاني في قوله تعالى : (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتِ الاِْنْسُ وَالجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأتُونَ بِمِثْلِهِ) (الإسراء / ٨٨); إذ لو كان الجواب للثاني لجزم ، فقلنا بذلك في نحو : (فَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ) (الواقعة / ٨٨ و ٨٩).
وجواب الثاني في هذا الكلام من حيث المعنى هو الشرط الأول وجوابه ، كما أن الجواب من حيث المعنى في «أنت ظالم إن فعلت» ما تقدم على الشرط ، بل قال جماعة : إنه الجواب في الصناعة أيضاً.
وقد تكلف بعضهم في البيت ، فزعم أن «نحن» للمعظم نفسه ، وأن «راض» خبر عنه ، ولايحفظ مثل : «نحن قائم» بل يجب في الخبر المطابقة ، نحو : (وَإِنّا لَنَحْنُ الصّافُّونَ ، وَإِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (الصافات / ١٦٥ و ١٦٦) ، وأما (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) (المؤمنون / ٩٩) فافرد ثم جمع ; فلأن غير المبتدأ والخبر لايجب لهما من التطابق ما يجب لهما.
ذكر أما كن من الحذف يتمرن بها المعرب
حذف الاسم المضاف : (وَجآءَ رَبُّكَ) (الفجر / ٢٢) ، (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ) (النحل / ٢٦) أي : أمره ; لاستحالة الحقيقي.
ومن ذلك ما نسب فيه حكم شرعي إلى ذات ; لأن الطلب لا يتعلق إلا بالأفعال ، نحو (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) (النساء / ٢٣) أي : استمتاعهن.
ومن ذلك : ما علق فيه الطلب بما قد وقع ، نحو : (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة / ١)
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٣٠٠.