حذف المبدل منه
قيل في (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ) (النحل / ١١٦) ، وفي (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ) (البقرة / ١٥١) : إن «الكذب» بدل من مفعول (تصف) المحذوف ، أي : لما تصفه ، وكذلك في «رسولا» بناء على أن «ما» في «كما» موصول اسمي ، ويرده أن فيه إطلاق «ما» على الواحد من اُولي العلم ، والظاهر : أن «ما» كافة ، وأظهر منه أنها مصدرية ، لإبقاء الكاف حينئذ على عمل الجر ، وقيل في «الكذب» : إنه مفعول إما لـ (تقولوا) والجملتان بعده بدل منه ، أي : لا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم من البهائم بالحل أو الحرمة ، وإما لمحذوف ، أي : فتقولون الكذب ، وإما لـ (تصف) على أن «ما» مصدرية والجملتان محكيتا القول ، أي : لا تحللوا وتحرموا لمجرد قول تنطق به ألسنتكم ، وقرئ بالجر بدلا من «ما» على أنها اسم ، وبالرفع وضم الكاف والذال جمعاً لـ «كذوب» صفة للفاعل. وقيل في «لا إله إلا الله» : إن اسم الله تعالى بدل من ضمير الخبر المحذوف.
حذف حرف العطف
بابه الشعر ، كقول الحطيئة :
٤٣٣ ـ إن امرأ رهطه بالشام ، منزله |
|
بَرمل يَبرين جار شدّ ما اغتربا (١) |
أي : ومنزله برمل يبرين ، كذا قالوا ، ولك أن تقول : الجملة الثانية صفة ثانية ، لامعطوفة. وحكى أبو زيد : «أكلت خبزاً لحماً تمراً» فقيل : على حذف الواو ، وقيل : على بدل الإضراب ، وحكى أبو الحسن : «أعطه در هماً در همين ثلاثة» وخرّج على إضمار «أو» ويحتمل البدل المذكور ، وقد خرج على ذلك (وَلا عَلَى
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٧ / ٣٢٦.