وجهين ، وانتصابه من وجه ، فإن قلت : «ما رأيت أحداً يقول ذلك إلا زيد» فبالعكس.
ما يحتمل الحالية والتمييز ، من ذلك : «كرم زيد ضيفاً» إن قدرت أن الضيف غير زيد فهو تمييز محوّل عن الفاعل ، يمتنع أن تدخل عليه «من» ، وإن قدر نفسه احتمل الحال والتمييز ، وعند قصد التمييز فالأحسن إدخال «من».
من الحال ما يحتمل كونه من الفاعل وكونه من المفعول ، نحو : «ضربت زيداً ضاحكاً» ، ونحو : (وَقاتِلُوا المُشْرِكِينَ كآفَّةً) (التوبة / ٣٦) ، وتجويز الزمخشري الوجهين في : (اُدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كآفَّةً) (البقرة / ٢٠٨) وهم ; لأن «كافة» مختص بمن يعقل.
من الحال ما يحتمل باعتبار عامله وجهين ، نحو : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) (هود / ٧٢) ، يحتمل أن عامله معنى التنبيه أو معنى الإشارة ، وعلى الأول : فيجوز «ها قائماً ذا زيد» ، وعلى الثاني : يمتنع ، وأما التقديم عليهما معاً : فيمتنع على كل تقدير.
من الحال ما يحتمل التعدد والتداخل ، نحو : «جاء زيد راكباً ضاحكاً» ، فالتعدد على أن يكون عاملهما «جاء» وصاحبهما «زيد» ، والتداخل على أن الاُولى من «زيد» وعاملها «جاء» ، والثانية من ضمير الاُولى وهي العامل ، وذلك واجب عند من منع تعدد الحال ، وأما «لقيته مصعداً منحدراً» فمن التعدد ، لكن مع اختلاف الصاحب ، ويستحيل التداخل ، ويجب كون الاُولى من المفعول والثانية من الفاعل تقليلا للفصل ، ولا يحمل على العكس إلا بدليل.