٣٥٨ ـ أقول له : ارْحَلْ لاتُقِيمَنّ عندنا |
|
وإلاّ فكن في السرّ والجهر مُسلِماً |
فإنّ دلالة الثانية على ما أراده من إظهار الكراهية لإقامته بالمطابقة بخلاف الاُولى.
تنبيه
ما تقدم من انحصار الجمل التي لها محل في سبع ، جار على ما قرروا ، والحق أنها تسع ، والذي أهملوه : الجملة المستثناة ، والجملة المسند إليها.
أما الاُولى : فنحو : (لَسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرإلاّ مَن تَوَلّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللهُ) (الغاشية / ٢٢ ـ ٢٤) قال ابن خروف : «من» مبتدأ و (يُعَذِّبهُ اللهُ) الخبر ، والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع.
وأما الثانية : فنحو : (إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لايُؤمِنُونَ) (البقرة / ٦) إذا اُعرب «سواء» خبراً ، و (أنْذَرْتَهُمْ) مبتدأ ، ونحو : «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه» إذا لم يقدر الأصل أن تسمع ، بل يقدر «تسمع» قائماً مقام السماع ، كما أن الجملة بعد الظرف في نحو : (وَيَوْمَ نُسيّرُ الْجِبالَ) (الكهف / ٤٧) وفي نحو : (أَأَنْذَرْتَهُمْ) في تأويل المصدر ، وإن لم يكن معهما حرف سابك.
حكم الجمل بعد المعارف وبعد النكرات
يقول المعربون على سبيل التقريب : الجمل بعد النكرات صفات ، وبعد المعارف أحوال ، وشرح المسألة مستوفاة أن يقال : الجمل الخبرية التي لم يستلزمها ما قبلها إن كان مرتبطة بنكرة محضة ، فهي صفة لها ، أو بمعرفة محضة ، فهي حال عنها ، أو بغير المحضة منهم فهي محتملة لهما ، وكل ذلك بشرط وجود