التفضيل و «أفعل» في التعجب؛ فإنهم منعوا «أفعل» التفضيل أن يرفع الظاهر؛ لشبهه بـ «أفعل» في التعجب وزناً وأصلاً وإفادة للمبالغة ، وأجازوا تصغير «أفعل» في التعجب؛ لشبهه بـ «أفعل» التفضيل فيما ذكرنا ، قال : (١)
٤٥٦ ـ يا ما اُمَيلح غزلاناً شَدَنَّ لنا |
|
من هؤلِيّائكنّ الضال والسَّمُر |
ولم يسمع ذلك إلا في «أحسن وأملح» ذكره الجوهري ، ولكن النحويين مع هذا قاسوه ، ولم يحك ابن مالك اقتياسه إلا عن ابن كيسان ، وليس كذلك ، قال أبوبكر بن الأنباري : ولا يقال إلا لمن صغر سنه.
القاعدة الثانية
أن الشيء يعطى حكم الشيء إذا جاوره
كقول بعضهم : «هذا جُحُر ضب خَرب» بالجر ، والأكثر الرفع ، وقال امرؤالقيس :
٤٥٧ـ كأن ثَبيراً في عرانين وَبْلِهِ |
|
كبير اُناس في بجاد مزمَّل(٢) |
وقيل به في (وَحُور عِين) (الواقعة / ٢٢) فيمن جرهما ; فإن العطف على (وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) (الواقعة / ١٧) لا على (أَكْواب وَأَباريق) (الواقعة / ١٨) ; إذ ليس المعنى أن الولدان يطوفون عليهم بالحور ، وقيل : العطف على «جنات» وكأنه قيل :
__________________
١ ـ نسب البيت جماعة منهم : العرجي والحسين بن عبد الرحمن العريني. قال البغدادي : وقال السخاوي في شرح المفصل : والنحاة ينشدون :
يا ما امليح غزلاتاً ... البيت ظناً منهم أنه شعر قديم ، وإنما هو لعلى بن محمد العرينى وهو متأخر ... راجع شرح أبيات مغني اللبيب : ٨ / ٧٢ و ٧٣ وشرح شواهد المغني : ٢ / ٩٦٢.
٢ ـ شرح شواهد المغني ٢ / ٨٨٣.