(محمّد / ٣١) أي : ونعلم أخباركم ; لأن الابتلاء الاختبار ، وبالاختبار يحصل العلم. ومن الثاني : (فَاتَّقُوا النّارَ) (البقرة / ٢٤) أي : فاتقوا العناد الموجب للنار.
القاعدة السادسة
أنهم يعبرون عن الماضي والآتي كما يعبرون عن الشيء الحاضر ; قصداً لإحضاره في الذهن حتى كأنه مشاهد حالة الإخبار ، نحو : (وَاِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقيامةِ) (النحل / ١٢٤) ; لأن لام الابتداء للحال. ونحو : (هذا مِنْ شِيْعَتِهِ وَهَذا مِنْ عَدُوهِ) (١) (القصص / ١٥) ; إذ ليس المراد تقريب الرجلين من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، كما تقول : هذا كتابك فخذه ، وإنما الإشارة كانت إليهما في ذلك الوقت هكذا فحكيت.
ومنه عندالجمهور : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيهِ بِالْوَصِيد) (الكهف / ١٨) أي : يبسط ذراعيه ; بدليل (وَنُقَلّبُهُمْ) (الكهف / ١٨) ولم يقل وقلبناهم ، وبهذا التقرير يندفع قول الكسائي وهشام : إن اسم الفاعل الذي بمعنى الماضي يعمل ، ومثله (وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (البقرة / ٧٢) إلا أن هذا على حكاية حال كانت مستقبلة وقت التدارؤ ، وفي الآية الاولى حكيت الحال الماضية.
القاعدة السابعة
إن اللفظ قد يكون على تقدير ، وذلك المقدر على تقدير آخر ، نحو قوله تعالى : (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أنْ يُفْتَرى منْ دُونِ اللهِ) (يونس / ٣٧) فـ «أن يفترى»
__________________
١ ـ ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه ...