الرابع : أن يقعا خبراً ، نحو : «زيد عندك ، أو في الدار» وربما ظهر في الضرورة كقوله : (١).
٣٦٦ـ لك العزُّ إن مولاك عَزَّ وإن يُهَن |
|
فأنت لدى بُحبُوحة الهُون كائن |
الخامس : أن يرفعا الاسم الظاهر ، نحو : (أَفِي اللهِ شَكٌ) (إبراهيم / ١٠) ونحو : (أَوْ كَصَيِّب مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ) (البقرة / ١٩) ونحو : «أعندك زيد؟».
السادس : أن يستعمل المتعلق محذوفاً في مَثَل أو شبهه ، كقولهم لمن ذكر أمراً قد تقادم عهده «حينئذ الآن» أصله : كان ذلك حينئذ واسمع الان ، وقولهم للمعرس : بالرفاء والبنين بإضمار «أعرست».
السابع : أن يكون المتعلق محذوفاً على شريطة التفسير ، نحو : «أيوم الجمعة صمت فيه؟» ، ونحو : «بزيد مررت به» عند من أجازه مستدلاً بقراءة بعضهم : (وَللظّالِمِينَ أَعَدَّلَهُمْ) (الإنسان / ٣١). والأكثرون يوجبون في ذلك إسقاط الجار ، وأن يرفع الاسم بالابتداء أو ينصب بإضمار «جاوزت» أو نحوه ، وبالوجهين قرئ في الآية ، والنصب قراءة الجماعة ، ويرجحها العطف على الجملة الفعلية ، وهل الأولى أن يقدر المحذوف مضارعاً ، أي : ويعذب ; لمناسبة «يدخل» أو ماضياً ، أي : وعذب ; لمناسبة المفسر؟ فيه نظر.
وأما القراءة بالجر فمن توكيد الحرف بإعادته داخلاً على ضمير ما دخل عليه المؤكَّد ، مثل «إنّ زيداً إنّه فاضل» ولايكون الجار والمجرور توكيداً للجار والمجرور ; لأن الضمير لايؤكد الظاهر ; لأن الظاهر أقوى ، ولايكون المجرور بدلاً من المجرور بإعادة الجار ; لأن العرب لم تبدل مضمراً من مظهر ، لايقولون : «قام زيد
__________________
١ ـ لم يسم قائله. شرح شواهد المغني : ٢ / ٨٤٧.