نهاية المرام في علم الكلام [ ج ٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في نهاية المرام في علم الكلام

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

نهاية المرام في علم الكلام [ ج ٣ ]

الوجه السادس (١)

لو كان الجسم أزليا لامتنعت عليه الحركة ، والتالي باطل بالحس ، فالمقدّم مثله.

بيان الشرطية : أنّ كلّ جسم فلا بدّ له من حيّز معيّن يوجد فيه ، لاستحالة حصوله لا في حيّز أو في كلّ حيز (٢) ، فلو كان الجسم أزليا لوجب في الأزل أن يكون حاصلا في حيّز معين لكنّه لو كان كذلك لامتنع زواله عنه لاستحالة عدم القديم فامتنعت الحركة عليه ، لكنّها جائزة.

قيل : معنى الأزل (٣) «الدائم لا إلى أوّل» فمعنى قولنا : لو كان الجسم أزليا لكان في الأزل مختصا بحيّز ، أنّه لو كان دائما لا إلى أوّل لكان حصوله في حيز معيّن واحد دائما وهو معنى السكون ، وهذا ممنوع ، بل يكون دائما حصوله في موضع معيّن إمّا عينا أو على البدل ، أي يكون في كلّ وقت في حيّز معيّن غير الذي كان حاصلا فيه قبله.

ويندفع (٤) ببطلان حوادث غير متناهية على ما سبق.

__________________

(١) راجع المصدر نفسه : ٣١٣ (الحجّة الرابعة). وقال الرازي : «هذا الدليل لا يتم أيضا في الحقيقة ، إلّا عند الرجوع إلى دليل الحركة والسكون ، إلّا أنّه أقلّ مقدمات من ذلك الدليل».

(٢) أو في حيز مبهم ، لاستحالة حصول الجسم المعيّن في حيز مبهم.

(٣) الأزل «Eternity­ : دوام الوجود في الماضي ، كما انّ الأبد دوامه في المستقبل. وقيل : هو اللامسبوقية بالغير ، وهذا معنى ما قيل : الأزل نفي الأوّلية. وقيل : هو استمرار الوجود في أزمنة مقدّرة غير متناهية في جانب الماضي. راجع كشاف اصطلاحات الفنون ، مادة «أزل» ؛ تعريفات الجرجاني : ٣٢ ؛ دستور العلماء ١ : ٧٧.

(٤) ق : «فيندفع».