هذه الأسماء على الاتصاف بجميع صفات الألوهية التي بها يخالف الرب خلقه ، ويندرج تحت هذه الطريقة تضمنها للتنزيه ، وهذا أحسن ؛ ولا بعد في اشتمال الاسم الواحد على معان تنقسم إلى النفي والإثبات.
«الخالق ، البارئ ، المصور» : أما الخالق فمعناه بيّن ؛ والخلق قد يراد به الاختراع وهو أظهر معانيه ، ويراد به التقدير ؛ ولذلك سمي الحذّاء خالقا ، لتقديره بعض طاقات النعل على بعض. وحمل المفسرون قوله تعالى : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) [سورة المؤمنون : ١٤] على معنى التقدير. والبارئ معناه الخالق ؛ والمصوّر مبدع الصور.
«الغفار» : معناه الستار ، والغفر في اللغة الستر ، ومنه سمي المغفر مغفرا. ثم يمكن حمل الستر على ترك العقاب ، ويمكن حمله على الإنعام الذي يدرأ عن العبد ما يفضحه في العاجل والآجل.
«القهار» : ظاهر المعنى. ويمكن صرفه إلى القدرة ، ولا يبعد صرفه إلى الأفعال التي تذل الجبابرة كالإهلاك ونحوه.
«الوهاب» : مانح النعم.
«الرزاق» : خالق الرزق ومبدع الإمتاع به ، وسيأتي معنى الرزق.
«الفتاح» : قيل معناه الحاكم بين الخلائق ، والفتح الحكم في اللغة ، والعرب تسمي الحاكم فتّاحا ، وهو المعنيّ بقوله تعالى : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ) [سورة الأعراف : ٨٩] معناه ربنا احكم بيننا. وإذا حمل على الحاكم فيمكن صرفه إلى القول القديم ، ويمكن صرفه إلى الأفعال المنصفة للمظلومين من الظالمين. وقيل : الفتاح ، مبدع الفتح والنصر.
«العليم» معناه : العالم على مبالغة ، وبناء فعيل من أبنية المبالغة.
«القابض ، الباسط» : من صفات الأفعال ؛ والقابض معناه : المضيق على من أراد ؛ والباسط ، الموسع الأرزاق على من أراد.
«الخافض ، الرافع» : من صفات الأفعال ، ومعناهما ظاهر.
وكذلك «المعز ، المذل ، السميع ، البصير» ظاهر المعاني.
«الحكم» معناه : الحاكم ، ويمكن صرفه إلى قول الله ، المبين لكل نفس جزاء عملها ، ويمكن صرفه إلى أفعال المجازاة في الثواب والعقاب.
وقيل : الحكم والحاكم يرجعان إلى معنى المنع ؛ ومن ذلك سميت حكمة اللجام حكمة ، فإنها تمنع الدابة من الجماح ، وسميت العلوم حكما ، لأنها تزع الموصوفين بها عن شيم الجاهلين.
«العدل» معناه : العادل ، وهو الذي يفعل ما له فعله.