وقال الإمام أحمد (١) : حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا ابن جريج ، أخبرنا عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره وكان يتيما في حجر أبي محذورة ، قال : قلت لأبي محذورة : يا عم إني خارج إلى الشام ، وأخشى أن أسأل عن تأذينك ، فأخبرني أن أبا محذورة قال له : نعم ، خرجت في نفر وكنا في بعض طريق حنين مقفل (٢) رسول اللهصلىاللهعليهوسلم من حنين ، فلقينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببعض الطريق ، فأذن مؤذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالصلاة عند رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون ، فصرخنا نحكيه ونستهزئ به فسمع رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، فأرسل إلينا إلى أن وقفنا بين يديه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع»؟ فأشار القوم كلهم إليّ وصدقوا ، فأرسل كلهم وحبسني ، وقال «قم فأذن» فقمت ولا شيء أكره إليّ من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولا مما يأمرني به ، فقمت بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فألقى عليّ رسول اللهصلىاللهعليهوسلم التأذين هو بنفسه ، قال «قل الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله» ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة ، ثم أمرّها على وجهه ، ثم بين ثدييه ، ثم على كبده ، حتى بلغت يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم سرة أبي محذورة ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «بارك الله فيك وبارك عليك» فقلت : يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة ، فقال «قد أمرتك به» ، وذهب كل شيء كان لرسول الله صلىاللهعليهوسلم من كراهة ، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله صلىاللهعليهوسلم [بمكة] (٣) فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأخبرني ذلك من أدركت من أهلي ممن أدرك أبا محذورة على نحو ما أخبرني عبد الله بن محيريز هكذا رواه الإمام أحمد وقد أخرجه مسلم في صحيحه وأهل السنن الأربعة من طريق عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة واسمه سمرة بن معير بن لوذان ، أحد مؤذني رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأربعة ، وهو مؤذن أهل مكة ، وامتدت أيامه رضي الله عنه وأرضاه.
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ (٥٩) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ(٦٠) وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ (٦١) وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ
__________________
(١) مسند أحمد ٣ / ٤٠٨ ـ ٤٠٩.
(٢) في المسند «فقفل».
(٣) زيادة من المسند.