وهكذا رواه البخاري منفردا في كتاب مناقب قريش من صحيحه ، عن أبي النعمان محمد بن الفضل عارم ، عن أبي عوانة واسمه الوضاح بن عبد الله اليشكري ، عن أبي بشر واسمه جعفر بن أبي وحشية ، بن إياس به.
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشابِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (١٤١) وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (١٤٢)
يقول تعالى مبينا أنه الخالق لكل شيء من الزروع والثمار والأنعام التي تصرف فيها هؤلاء المشركون بآرائهم الفاسدة ، وقسموها وجزءوها فجعلوا منها حراما وحلالا ، فقال (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ).
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : معروشات مسموكات ، وفي رواية فالمعروشات ما عرش الناس ، وغير معروشات ما خرج في البر والجبال من الثمرات (١).
وقال عطاء الخراساني عن ابن عباس : معروشات ما عرش من الكرم وغير معروشات ما لم يعرش من الكرم ، وكذا قال السدي (٢).
وقال ابن جريج متشابها وغير متشابه ، قال : متشابها في المنظر وغير متشابه في المطعم(٣).
وقال محمد بن كعب (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ) قال : من رطبه وعنبه (٤).
وقوله تعالى : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) قال ابن جرير : قال بعضهم هي الزكاة المفروضة ، حدثنا عمرو ، حدثنا عبد الصمد ، حدثنا يزيد بن درهم ، قال : سمعت أنس بن مالك يقول (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) قال : الزكاة المفروضة (٥).
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) يعني الزكاة المفروضة يوم يكال ويعلم كيله ، وكذا قال سعيد بن المسيب (٦).
__________________
(١) تفسير الطبري ٥ / ٣٦١.
(٢) المصدر السابق.
(٣) تفسير الطبري ٥ / ٣٦٢.
(٤) المصدر السابق.
(٥) المصدر السابق.
(٦) تفسير الطبري ٥ / ٣٦٣.