رواية ، وقد روي نحوه عن علي بن أبي طالب ، رواه ابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب أن عليا كره أكل لحم الصيد للمحرم على كل حال.
وقال مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه في رواية والجمهور : إن كان الحلال قد قصد المحرم بذلك الصيد لم يجز للمحرم أكله لحديث الصعب بن جثامة أنه أهدى للنبيصلىاللهعليهوسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودّان ، فرده عليه ، فلما رأى ما في وجهه قال «إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم» وهذا الحديث مخرج في الصحيحين ، وله ألفاظ كثيرة ، قالوا : فوجهه أن النبيصلىاللهعليهوسلم ظن أن هذا إنما صاده من أجله ، فرده لذلك ، فأما إذا لم يقصده بالاصطياد فإنه يجوز له الأكل منه لحديث أبي قتادة حين صاد حمار وحش ، وكان حلالا لم يحرم ، وكان أصحابه محرمين ، فتوقفوا في أكله ثم سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال «هل كان منكم أحد أشار إليها أو أعان في قتلها؟» قالوا : لا. قال «فكلوا» وأكل منها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهذه القصة ثابتة أيضا في الصحيحين بألفاظ كثيرة.
وقال الإمام أحمد (١) : حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد ، قالا : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال قتيبة في حديثه : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «صيد البر لكم حلال» قال سعيد ـ «وأنتم حرم ـ ما لم تصيدوه أو يصد لكم» ، وكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي ، جميعا عن قتيبة. وقال الترمذي : لا نعرف للمطلب سماعا من جابر ، ورواه الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه من طريق عمرو بن أبي عمرو ، عن مولاه المطلب ، عن جابر ، ثم قال : وهذا أحسن حديث روي في هذا الباب وأقيس. وقال مالك (٢) رضي الله عنه ، عن عبد الله بن أبي بكر. عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، قال : رأيت عثمان بن عفان بالعرج وهو محرم في يوم صائف قد غطى وجهه بقطيفة أرجوان ، ثم أتى بلحم صيد ، فقال لأصحابه : كلوا ، فقالوا : أو لا تأكل أنت؟ فقال : إني لست كهيئتكم إنما صيد من أجلي (٣).
(قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠٠) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١) قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ) (١٠٢)
__________________
(١) مسند أحمد ٣ / ٣٦٢.
(٢) موطأ مالك (حج حديث ٨٤)
(٣) لم يكمل الحافظ ابن كثير تفسير الآيات ٩٧ ، ٩٨ ، ٩٩. فانظر تفسير الطبري ٥ / ٧٣ ـ ٨٠.