على قلب بشر لم يخرجوه.
وقال مسلم (١) أيضا في صحيحه : حدثنا ابن أبي عمر وغيره ، حدثنا سفيان ، حدثنا مطرف بن طريف وعبد الملك بن سعيد ، سمعا الشعبي يخبر عن المغيرة بن شعبة قال : سمعته على المنبر يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم قال : سأل موسى عليهالسلام ربه عزوجل : ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال : هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة ، فيقول : أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول : رضيت رب ، فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله ، ومثله فقال في الخامسة ، رضيت رضيت ربي ، فيقول : هذا لك وعشرة أمثاله ، ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك ، فيقول : رضيت رب ، قال : رب فأعلاهم منزلة؟ قال : أولئك الذين أردت ، غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها ، فلم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ، قال : ومصداقه من كتاب الله عزوجل (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) الآية ، ورواه الترمذي (٢) عن ابن أبي عمر وقال : حسن صحيح. قال : ورواه بعضهم عن الشعبي عن المغيرة ولم يرفعه ، والمرفوع أصح.
قال ابن أبي حاتم : حدثنا جعفر بن منير المدائني ، حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ، حدثنا زياد بن خيثمة عن محمد بن جحادة عن عامر بن عبد الواحد قال ، بلغني أن الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين سنة ، ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه ، فتقول : قد ان لك أن يكون لنا منك نصيب ، فيقول : من أنت؟ فتقول : أنا من المزيد ، فيمكث معها سبعين سنة ، ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه ، فتقول له : قد آن لك أن يكون لنا منك نصيب ، فيقول : من أنت؟ فتقول : أنا التي قال الله (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ).
وقال ابن لهيعة : حدثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال : تدخل عليهم الملائكة في مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات ، معهم التحف من الله من جنات عدن ما ليس في جناتهم ، وذلك قوله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) ويخبرون أن الله عنهم راض. وروى ابن جرير (٣) : حدثنا سهل بن موسى الرازي ، حدثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن أبي اليمان الهوزني أو غيره ، قال : الجنة مائة درجة ، أولها درجة فضة ، وأرضها فضة ، ومساكنها فضة ، وآنيتها فضة ، وترابها المسك ، والثانية ذهب ، وأرضها ذهب ، ومساكنها ذهب ، وآنيتها ذهب ، وترابها المسك ، والثالثة لؤلؤ ، وأرضها لؤلؤ ، ومساكنها
__________________
(١) كتاب الإيمان حديث ٣١٢.
(٢) كتاب التفسير ، تفسير سورة ٣٢ ، باب ٢.
(٣) تفسير الطبري ١٠ / ٢٤٣.