في التفسير عن عبد بن حميد ، والنسائي فيه أيضا عن إسحاق بن إبراهيم ، كلاهما عن يزيد بن هارون به. وقال الترمذي : حسن. وقد رواه البخاري (١) في المغازي عن حسان بن حسان ، عن محمد بن طلحة عن مصرف عن حميد عن أنس رضي الله عنه به ، ولم يذكر نزول الآية. ورواه ابن جرير (٢) من حديث المعتمر بن سليمان عن حميد عن أنس رضي الله عنه به.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن الفضل العسقلاني ، حدثنا سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله ، حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة رضي الله عنه قال : لما أن رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أحد صعد المنبر ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، وعزى المسلمين بما أصابهم ، وأخبرهم بما لهم فيه من الأجر والذخر ، ثم قرأ هذه الآية (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) الآية كلها ، فقام إليه رجل من المسلمين فقال : يا رسول الله من هؤلاء؟ فأقبلت وعلي ثوبان أخضران حضرميان ، فقال : «أيها السائل : هذا منهم» وكذا رواه ابن جرير (٣) من حديث سليمان بن أيوب الطلحي به. وأخرجه الترمذي في التفسير والمناقب أيضا ، وابن جرير من حديث يونس بن بكير عن طلحة بن يحيى عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما رضي الله عنه به. وقال : حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث يونس. وقال أيضا : حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري حدثنا أبو عامر ـ يعني العقدي ـ حدثني إسحاق ـ يعني ابن طلحة بن عبيد الله ـ عن موسى بن طلحة قال : دخلت على معاوية رضي الله عنه ، فلما خرجت دعاني فقال : ألا أضع عندك يا ابن أخي حديثا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ أشهد لسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «طلحة ممن قضى نحبه».
ورواه ابن جرير (٤) : حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبد الحميد الحماني عن إسحاق بن يحيى بن طلحة الطلحي عن موسى بن طلحة قال : قام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فقال : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول «طلحة ممن قضى نحبه» ولهذا قال مجاهد في قوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) يعني عهده (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) قال يوما فيه القتال فيصدق في اللقاء. وقال الحسن (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) يعني موته على الصدق والوفاء ، ومنهم من ينتظر الموت على مثل ذلك ، ومنهم من لم يبدل تبديلا ، وكذا قال قتادة وابن زيد. وقال بعضهم ، نحبه نذره. وقوله تعالى : (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) أي وما غيروا عهدهم وبدلوا الوفاء بالغدر ، بل استمروا
__________________
(١) كتاب المغازي باب ١٧.
(٢) تفسير الطبري ١٠ / ٢٨٠.
(٣) تفسير الطبري ١٠ / ٢٨١.
(٤) تفسير الطبري ١٠ / ٢٨١.