حدثنا ابن مسعود ، أخبرنا سهل بن عبد ربه الرازي ، حدثنا عمرو بن أبي قيس عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ) الآية ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كلهم من هذه الأمة».
[الحديث الرابع] قال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عزيز ، حدثنا سلامة عن عقيل عن ابن شهاب عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أمتي ثلاثة أثلاث : فثلث يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة ، وثلث يمحصون ويكشفون ، ثم تأتي الملائكة فيقولون وجدناهم يقولون : لا إله إلا الله وحده ، يقول الله تعالى صدقوا لا إله إلا أنا أدخلوهم الجنة بقولهم لا إله إلا الله وحده ، واحملوا خطاياهم على أهل النار ، وهي التي قال الله تعالى : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) [العنكبوت : ١٣] وتصديقها في التي فيها ذكر الملائكة ، قال الله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) فجعلهم ثلاثة أنواع ، وهم أصناف كلهم ، فمنهم ظالم لنفسه ، فهذا الذي يمحص ويكشف» غريب جدا.
[أثر عن ابن مسعود] رضي الله عنه. قال ابن جرير (١) : حدثني ابن حميد ، حدثنا الحكم بن بشير عن عمرو بن قيس عن عبد الله بن عيسى رضي الله عنه عن يزيد بن الحارث ، عن شقيق أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إن هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة : ثلث يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ، وثلث يجيئون بذنوب عظام حتى يقول الله عزوجل : ما هؤلاء؟ وهو أعلم تبارك وتعالى فتقول الملائكة : هؤلاء جاءوا بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا بك شيئا ، فيقول الرب عزوجل : أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي وتلا عبد الله رضي الله عنه هذه الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الآية.
[أثر آخر] قال أبو داود الطيالسي عن الصلت بن دينار بن الأشعث عن عقبة بن صهبان الهنائي قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) الآية ، فقالت لي : يا بني هؤلاء في الجنة ، أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، شهد له رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالحياة والرزق ، وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق به ، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم ، قال : فجعلت نفسها رضي الله عنها معنا ، وهذا منها رضي الله عنها من باب الهضم والتواضع ، وإلا فهي من أكبر السابقين بالخيرات لأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وقال عبد الله بن المبارك رحمهالله تعالى : قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في قوله
__________________
(١) تفسير الطبري ١٠ / ٤١٢.