ورهبوت ، وجبر وجبروت ، ومن الناس من زعم أن الملك هو عالم الأجساد ، والملكوت هو عالم الأرواح ، والصحيح الأول ، وهو الذي عليه الجمهور من المفسرين وغيرهم.
قال الإمام أحمد (١) : حدثنا سريج بن النعمان ، حدثنا حماد عن عبد الملك بن عمير ، حدثني ابن عم لحذيفة عن حذيفة وهو ابن اليمان ـ رضي الله عنه ، قال : قمت مع رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ذات ليلة ، فقرأ السبع الطوال في سبع ركعات ، وكان صلىاللهعليهوسلم إذا رفع رأسه ، من الركوع قال: سمع الله لمن حمده ثم قال : «الحمد لله ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة» وكان ركوعه مثل قيامه ، وسجوده مثل ركوعه ، فأنصرف وقد كادت تنكسر رجلاي.
وقد روى أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي من حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الأنصار ، عن رجل من بني عبس عن حذيفة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلي من الليل ، وكان يقول : «الله أكبر ـ ثلاثا ـ ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة» ثم استفتح فقرأ البقرة ، ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه ، وكان يقول في ركوعه «سبحانه ربي العظيم» ثم رفع رأسه من الركوع ، فكان قيامه نحوا من ركوعه وكان يقول في قيامه «لربي الحمد» ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه ، وكان يقول في سجوده : «سبحان ربي الأعلى» ثم رفع رأسه من السجود وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده ، وكان يقول «رب اغفر لي ، رب اغفر لي» فصلى أربع ركعات فقرأ فيهن البقرة ، وآل عمران ، والنساء والمائدة أو الأنعام ـ شك شعبة (٢) ـ هذا لفظ أبي داود وقال النسائي : أبو حمزة عندنا طلحة بن يزيد ، وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة ، كذا قال ، والأشبه أن يكون ابن عم حذيفة ، كما تقدم في رواية الإمام أحمد ، والله أعلم. وأما رواية صلة بن زفر عن حذيفة رضي الله عنه ، فإنها في صحيح مسلم ، ولكن ليس فيها ذكر الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة.
وقال أبو داود (٣) : حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، حدثني معاوية بن صالح عن عمرو بن قيس عن عاصم بن حميد عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : قمت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة ، فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ ، قال : ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة» ثم سجد بقدر قيامه ، ثم قال في سجوده مثل ذلك ، ثم قام فقرأ بآل عمران ، ثم قرأ سورة سورة ، ورواه الترمذي في الشمائل والنسائي من حديث معاوية بن صالح به. آخر تفسير سورة يس ولله الحمد والمنة.
(تم الجزء السادس ويليه الجزء السابع وأوله سورة الصافات)
__________________
(١) المسند ٥ / ٣٨٨ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، ٣٩٨ ، ٤٠٠ ، ٤٠١.
(٢) أخرجه أبو داود في الصلاة باب ١٤٧ ، والنسائي في الافتتاح باب ٧٨.
(٣) كتاب الصلاة باب ١٤٧.