النفس ، المترقّي بكماله إلى حظيرة القدس (١) ، ينبوع الحكمة العلميّة ، وموضع أسرار العلوم الربّانيّة ، موضّح المشكلات ، ومظهر النّكت الغامضات ، وزين (٢) الممالك شرقا وغربا ، وبعدا وقربا «خواجه رشيد الملّة والحقّ والدّين» أعزّ الله أنصاره ، وضاعف اقتداره ، وأيّده بالألطاف ، وأمدّه بالأسعاف ، فوجدت فضله بحرا لا يساحل ، وعلمه لا يقاس ولا يماثل.
وحضرت في بعض الليالي في خدمته للاستفادة من نتائج قريحته ، فسئل في تلك الليلة سؤالين مشكلين ، وبحثين معضلين ، يتعلّق أحدهما بالجمع بين كلام النبي وقول الوصي عليهما أفضل الصلوات وأكمل التحيّات ، ويتعلّق الآخر بالجمع بين آيتين من الكتاب العزيز ، فأجاد في الجواب عنهما ، وأحسن مقاله ، وأعرب في الإبانة عنهما أدام الله إفضاله.
وقد أوردت في هذه الرسالة تقرير ما بيّنه من المقالة ، والله الموفّق للصواب.
__________________
(١) حظيرة القدس : الجنّة.
(٢) في الأصل : تزيّن ، في «ش» : وزير.