المسألة الثانية
في وجه الجمع بين قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (١) وقوله تعالى : (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (٢) وبين قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) (٣).
ووجه الجمع من وجوه :
الأوّل :
إنّ التناقض يشترط فيه امور ثمانية : وحدة الموضوع ، والمحمول ، والزمان ، والمكان ، والشرط ، والإضافة ، والقوّة أو الفعل ، والكلّ أو الجزء ، وغير معلوم وجود هذه الشرائط في الآيتين الأوّلتين ، وفي الثالثة ، وغير مستبعد اختلاف الأزمنة هنا ، فجاز أن يكون زمان إثبات السؤال غير زمان نفيه.
الثاني :
__________________
(١) سورة الصافات (٣٧) : ٢٤.
(٢) سورة الحجر (١٥) : ٩٢.
(٣) سورة الرحمن (٥٥) : ٣٩.