هذا السلطان المستبصر الرءوف في تشييد أساس الحقّ وترويج المذهب ، وكتب باسم السلطان الموصوف كتابه المسمّى ب «منهاج الكرامة» في الإمامة وكتاب «اليقين» وغيرهما ، وبلغ أيضا من المنزلة والقرب لديه بما لا مزيد عليه وفاق في ذلك على سائر علماء حضرة السلطان المذكور مثل القاضي ناصر الدين البيضاوي والقاضي عضد الدين الإيجي ومحمد بن محمود الآملي والشيخ عبد الملك المراغي والمولى بدر الدين الشوشتري وغيرهم (١).
أقول : ويؤيّد ما ذكرنا ما قال ابن حجر العسقلاني المتعصّب ضدّ الشيعة في الدرر الكامنة ، فإنّه قال في ترجمة السلطان المذكور : وكان حسن الإسلام لكن لعبت بعقله الإماميّة فترفض وأسقط من الخطبة في بلادنا ذكر الأئمّة إلّا. عليّا وكان جوادا سمحا (٢).
وقال السيّد الخوانساري : حتّى أنّ في بعض تواريخ العامّة رأيت التعبير عن هذه الحكاية بمثل هذه الصورة : ومن سوانح سنة سبع وسبعمائة إظهار خدابنده شعار التشيّع بإظلال ابن المطهّر ، وأنت خبير بأنّ مثل هذا الكلام المنطوق صدر من أيّ قلب محروق والحمد لله (٣).
مشايخه في الرواية والقراءة
وقرأ هو رحمهالله على جمّ غفير من علماء عصره من العامّة والخاصّة نشير إلى بعضهم ، فمنهم :
١ ـ والده المرحوم سديد الدّين يوسف ، ويروي عنه إجازة.
__________________
(١) روضات الجنّات ٢ : ٢٨١.
(٢) الدرر الكامنة ٣ : ٤٦٨.
(٣) روضات الجنّات ٢ : ٢٨١.