(المسألة الثالثة)
أمّا بعد حمد من تقدّس بوجوب وجوده عن مشاركة الممكنات ، وتنزّه بقدمه وأزليّته عن مشابهة المخلوقات ، والصلاة والسلام على أشرف الأنام محمد المصطفى ، وعترته البررة الكرام.
فإنّني لمّا حضرت بين يدي المخدوم الأعظم ، الصاحب الكبير المعظّم ، مولى النعم ومفيض الجود والكرم ، مخدوم وزراء الممالك شرقا وغربا ، وبعدا وقربا ، المخصوص بالنفس القدسيّة ، المتميّز عن بني نوعه بالرئاسة الإنسيّة ، الحائز لكمالات النّفس ، الفائز بالسّهم العلى من حضيرة القدس ، ربّانيّ الزّمان ، وأوحد الأقران ، فريد عصره ، ووحيد دهره ، المترقّي بنظره الثاقب إلى ذروة العلى ، والمتعالي بفكره الصائب إلى أوج المجد والسّنا ، مربّي العلماء ، ومقتدى الفضلاء «رشيد الملّة والحقّ والدّين» أعزّ الله بدوام دولته الإسلام والمسلمين ، وأمدّه بالسعادات الأبديّة ، وأيّده بالعنايات الربّانيّة.
فوجدته بحرا زاخرا تتلاطم أمواجه ، وتبارا فائضا لا يدرك فجاجه ، قد