عن كلّ ما فعل ، فقالوا : لما ذا لم تخضع للملك بهيئة الرّكوع؟ فقال : لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يكن يركع له أحد وكان يسلّم عليه ، وقال الله تعالى : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً) (١) ولا يجوز الرّكوع والسّجود لغير الله ، قالوا : فلم جلست بجنب الملك؟ قال : لأنّه لم يكن مكانا خال غيره ، قالوا : فلم أخذت نعليك بيدك وهو مناف للأدب؟ قال : خفت أن يسرقه بعض أهل المذاهب كما سرقوا نعل رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : إنّ أهل المذاهب لم يكونوا في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله بل ولدوا بعد المائة فما فوق من وفاته صلىاللهعليهوآله ـ كلّ هذا والترجمان يترجم للملك كلّما يقوله العلّامة ـ فقال للملك : قد سمعت اعترافهم هذا؟ فمن أين حصروا الاجتهاد فيهم ولم يجوّزوا الأخذ من غيرهم ولو فرض أنّه أعلم؟!
فقال الملك : ألم يكن أحد من أصحاب المذاهب في زمن النّبي صلىاللهعليهوآله ولا الصحابة؟ قالوا : لا ، قال العلّامة : ونحن نأخذ مذهبنا عن علي بن أبي طالب نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخيه وابن عمّه ووصيّه ، وعن أولاده من بعده ، فسأله عن الطّلاق ، فقال : باطل ، لعدم وجود الشهود العدول. وجرى البحث بينه وبين العلماء.
ونقل صاحب الروضات القصّة أطول من هذا وقال : ثمّ شرع في البحث مع العلماء حتّى ألزمهم جميعا ، فتشيّع الملك وبعث إلى البلاد والأقاليم حتّى يخطبوا بالأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام ويضربوا السكك على أسمائهم وينقشوها على أطراف المساجد والمشاهد منهم ، ثمّ إنّ العلّامة أخذ من بعد ذلك بمعونة
__________________
(١) سورة النّور (٢٤) : ٦١.