أصلين هما كالأساس له ، أما الأصل الأول فهو هل قوله تعالى متعلق بمشيئته وقدرته أم لا.
وأما الأصل الثاني فهو : هل قوله وصف له قائم بذاته أم خارج عنها ، فهذان الاصلان عليهما يدور كل خلاف بين أهل الأرض حول هذه المسألة أما الذين قالوا أن الكلام لا تعلق له بمشيئته تعالى وارادته فطائفتان : الكلابية والاشعرية وهؤلاء ذهبوا الى أن الكلام معنى قديم قائم بذاته تعالى ، فمنهم من جعله معنى واحدا في الازل كما تقدم ، ومنهم من قال أنه خمس معان مختلفة. وأما الفاظ القرآن عندهم فحادثة احدثها الله عزوجل للدلالة على هذا المعنى القديم وجعله معقولا للأذهان.
* * *
وكذاك قالوا أنها ليست هي ال |
|
قرآن بل دلت على القرآن |
ولربما سمي بها القرآن تس |
|
مية المجاز وذاك وضع ثان |
وكذلك اختلفوا فقيل حكاية |
|
عنه وقيل عبارة لبيان |
اذ كان ما يحكى كمحكي وه |
|
ذان اللفظ والمعنى فمختلفان |
ولذا يقال حكى الحديث بعينه |
|
اذ كان أوله نظير الثاني |
فلذاك قالوا لا نقول حكاية |
|
ونقول ذاك عبارة الفرقان |
والآخرون يرون هذا البحث لف |
|
ظيا وما فيه كبير معان |
الشرح : وكذلك قال الكلابية والأشعرية أن هذه الالفاظ لا يصح اطلاق القول بأنها القرآن بل هي دالة عليه فقط ، وربما أطلقوا عليها اسم القرآن مجازا تسمية للدال باسم المدلول ، ومنهم من قال أن القرآن مشترك لفظي يطلق على كل من المعنى القديم واللفظ الحادث. ثم اختلفوا فقال الكلابية : ان هذه الالفاظ المقروءة حكاية عن الكلام النفسي ، وقال الاشعرية : بل هي عبارة عنه فقط وليست حكاية ، اذ الحكاية عن الشيء لا بد أن تكون عين المحكي ، كما تقول حكيت الحديث بعينه ، تريد أن روايتك له مطابقة للأصل تماما بلا تغيير لفظ