أثنان ، وانما أتى ابن حزم من جهله بالتفرقة بين المتلو والتلاوة ، وبين المكتوب والكتابة ، فقال ما قال مما يبرأ منه أهل الإيمان.
* * *
وتلاوة القرآن أفعال لنا |
|
وكذا الكتابة فهي خط بنان |
لكنما المتلو والمكتوب وال |
|
محفوظ قول الواحد الرحمن |
والعبد يقرؤه بصوت طيب |
|
وبضده فهما له صوتان |
وكذاك يكتبه بخط جيد |
|
وبضده فهما له خطان |
أصواتنا ومدادنا وأدائنا |
|
والرق ثم كتابة القرآن |
ولقد أتى في نظمه من قال قو |
|
ل الحق والانصاف غير جبان |
أن الذي هو في المصاحف مثبت |
|
بأنامل الأشياخ والشبان |
هو قول ربي آية وحروفه |
|
ومدادنا والرق مخلوقان |
فشفى وفرق بين متلو ومصن |
|
وع وذاك حقيقة العرفان |
الشرح : يقصد المؤلف بهذه الأبيات أن يرد على شبهة قد تعلق ببعض الأذهان ، وهي أنه كيف يكون هذا المتلو بالألسنة ، أو المكتوب في المصاحف كلام الله غير مخلوق ، مع أن القارئ يحدثه بصوته وينطق به حروفا وألفاظا ، وكذلك الكاتب يرقمه بالمداد في الرق ، فهو يحدثه ببنانه وقلمه.
والجواب عن هذه الشبهة هو أنه يجب أن نفرق بين التلاوة والمتلو ، وبين الكتابة والمكتوب ، فكل من التلاوة والكتابة فعل العبد وهو مخلوق ، وأما المتلو والمكتوب والمحفوظ فهو كلام الله وقوله جل شأنه ، ولهذا تختلف القراءة تجويدا ولحنا ، وتختلف أصوات القارئين قباحة وحسنا ، ولكن المقروء لا يختلف وكذلك تختلف الكتابة بين خط جيد وآخر رديء والمكتوب واحد ، فأصوات القارئين ومداد الكاتبين وأقلامهم والأوراق التي يكتبون عليها وفعلهم الكتابة ، كل ذلك أفعال للعباد مخلوقة ، وأما المثبت في المصاحف بأنامل الأشياخ والشبان فهو كلام