اغتذت بلبانه ، منهم ذلك المارق المسمى بالخواجه نصير الدين الطوسي ، وما كان الا ناصر للكفر والالحاد ، وكذلك أصحابه من أنصار ملة الشيطان ، فاسأل بهؤلاء خبيرا ينبيك عن عدواتهم لأهل التوحيد ولرسل الله والقرآن.
* * *
صوفيهم عبد الوجود المطلق |
|
المعدوم عند العقل في الأعيان |
أو ملحد بالاتحاد يدين لا التوحي |
|
د منسلخ من الأديان |
معبوده موطوءه فيه يرى |
|
وصف الجمال ومظهر الاحسان |
الله أكبر كم على ذا المذهب ال |
|
ملعون بين الناس من شيخان |
يبقون منهم دعوة ويقبلوا |
|
ن أياديا منهم رجا الغفران |
ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم |
|
رجموهم لا شك بالصوان |
فابذر لهم أن كنت تبغي كشفهم |
|
وافرش لهم كفا من الاتبان |
وأظهر بمظهر قابل منهم ولا |
|
تظهر بمظهر صاحب النكران |
وانظر الى أنهار كفر فجرت |
|
وتهم لو لا السيف بالجريان |
الشرح : يعني أن صوفيّ هؤلاء المارقين ، وهو محيي الدين بن عربي وأشياعه من أصحاب وحدة الوجود يعبد وجودا مطلقا كليا ، ولا وجود له في الأعيان ، وانما هو معنى معقول في الأذهان ، وهو كذلك ملحد منسلخ عن الأديان ، لأنه يدين بالاتحاد الذي هو اعتقاد أن الله والعالم شيء واحد ، وأن الخلق عين الخالق ، ولا يدين بالتوحيد الذي بعث الله به أنبياءه ورسله ، وهو يزعم أن الله في كل شيء ، فيتخذ من جميع مظاهر الوجود معبودات له ، وأعظم مظهر عنده مظهر الرب فيه هو المرأة ، ولذلك كانت أحق بالعبادة من سائر مظاهر الوجود وحيث يرى فيها وصف الجمال ومظهر الاحسان.
هذه حقيقة هذا المذهب الملعون الذي يدين به هذا الزنديق وأتباعه ، وأن تعجب فعجب أن ترى شيوخا على هذا المذهب الخبيث ، والناس يقبلون عليهم ويتبركون بهم ويقبلون منهم الأيدي طمعا في مغفرة الله ، ولو عرفوا حقيقتهم